طوت ألمانيا صفحة المستشار أولاف شولتس المنتهية ولاتيه، وبداية حقبة جديدة بتولي فريدريش ميرز منصب المستشارية، بعدما اتفق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي على ائتلاف مشترك.
ويبدو أن شركاء الحكومة المستقبلية تمكنوا بالفعل من التفاوض بشأن توزيع بعض الوزارات، بعد ستة أسابيع من الانتخابات الفيدرالية، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألماني.
وبحسب هذا الاتفاق، سيحصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على وزارات المالية والدفاع والعدل، على أن تتوجه وزارتا الداخلية والخارجية إلى حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي.
ويمهد الاتفاق الطريق أمام ميرز، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي من يمين الوسط، لحلف اليمين الدستورية كمستشار لألمانيا في غضون أسابيع، ويتولى الحزب الديمقراطي المسيحي وزارة الخارجية في حكومة اتحادية لأول مرة منذ ما يقرب من 60 عامًا.
ويأتي الاتفاق وسط ضغوط شديدة على السياسيين الألمان لتشكيل حكومة جديدة بسرعة قادرة على مواجهة التحديات التاريخية التي فرضتها الحرب التجارية التي شنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في الأيام الأخيرة، كان هناك صراع صعب بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي حول سياسة الهجرة وكذلك قضايا مثل الضرائب والمعاشات التقاعدية.
وحذّر ممثلون فرديون لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي زعيم الحزب فريدريش ميرز من تقديم تنازلات للحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنع "التحول السياسي" الذي وعد به خلال الحملة الانتخابية.
اتفق الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي على عدم فرض أي زيادات ضريبية؛ لتخفيف العبء على الشركات، وينبغي تخفيض ضريبة الشركات، لكن من غير المخطط أن يتم ذلك قبل الأول من يناير 2028، ومن أجل تخفيف العبء على الشركات.
وفي الانتخابات الفيدرالية التي جرت في 23 فبراير الماضي، أصبح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحزب الأقوى بحصوله على 28.5% من الأصوات، ومع هذه النتيجة، أصبح الأمر مرهونًا بشريك ائتلافي لضمان الأغلبية في البوندستاج، وكان الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي قد اتفقوا في البداية على ورقة استكشافية بحلول بداية شهر مارس المنقضي.
وبعد فترة وجيزة، بدأت المفاوضات الائتلافية في مجموعات العمل المختلفة، وقد تمت مناقشة النقاط التي ظلت مثيرة للجدل هناك في المجموعة التفاوضية الرئيسية على مدى الأيام الاثني عشر الماضية.
وذكر الاتحاد يوم 28 أبريل كتاريخ محتمل لعقد المؤتمر المصغر لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. بالنسبة للحزب المسيحي الاجتماعي، يكفي صدور قرار من اللجنة التنفيذية للحزب بشأن اتفاق الائتلاف، وإذا نجح هذا الجدول، فقد يتم انتخاب ميرز مستشارا في البوندستاج في بداية شهر مايو، حسب تقديرات ألكسندر دوبريندت، زعيم المجموعة الإقليمية في الحزب المسيحي الاجتماعي.