تزايدت دعوات تقليص التعاون الاستخباراتي بين بريطانيا وأمريكا، وخاصة من الجانب البريطاني، بعد المخاوف المتزايدة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع المعلومات الاستخباراتية عن أوكرانيا، وذلك برغم العلاقات الاستخباراتية الوثيقة بين البلدين.
وأمام طبيعة العلاقة المعقدة، رجح خبراء بريطانيون أنه من الضروري أن تبدأ بريطانيا في التخطيط في الانفصال الاستخباراتي عن واشنطن، بحسب "بولتيكو".
في حين أدان حلفاء كييف في جميع أنحاء أوروبا قرار ترامب بشأن تغليق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، تجاهلت بريطانيا الرد، إذ أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن علاقة بريطانيا بالولايات المتحدة في الدفاع والأمن والاستخبارات لا تزال متشابكة بشكل لا ينفصم".
استحالة فك التشابك
وقال مسؤولون استخباراتيون، لم يكشفوا عن هويتهم لـ"بولتيكو"، إن الروابط بين شبكات الاستخبارات البريطانية والأمريكية عميقة للغاية لدرجة أنه قد يكون من المستحيل فك تشابكها، أو تكرار المساهمة الأمريكية.
تعود مكانة بريطانيا كقوة ذات وزن ثقيل في مجال الاستخبارات إلى عقود من الزمن، حيث تم إضفاء الطابع الرسمي عليها مع إنشاء تحالف تبادل المعلومات الاستخباراتية "العيون الخمس" الذي يضم المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وقال مسؤول استخباراتي كبير سابق في المملكة المتحدة إن قرار إدارة ترامب بتعليق وصول أوكرانيا إلى صور الأقمار الصناعية التجارية التي تستخدمها الحكومة الأمريكية كان تطورا "مقلقا للغاية"، وأضاف: "يجب أن يكون هذا بمثابة صدمة للنظام، لكن يبدو أن الجميع تجاهلوه".
وأوضح أنه "في حين تستطيع المملكة المتحدة المساعدة في تحليل الصور التي تجمعها الولايات المتحدة من الفضاء، إلا أنها لا تملك القدرة على جمعها بنفسها"، وكان لحظر الولايات المتحدة مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا تأثيرٌ ملموس على قدرتها على مواجهة روسيا، لا سيما من خلال استخدامها للتكنولوجيا الأمريكية التي تحتاج إلى معلومات استخباراتية ومساهمات أمريكية لتعمل بكفاءة.
تعزيز العلاقات بالناتو
وعلى الجانب الآخر، تعمل المملكة المتحدة بالفعل على تعزيز العلاقات داخل حلف الناتو، حيث قادت أكثر من قمة مع فرنسا بشأن مستقبل أوكرانيا ومستقبل القدرات الدفاعية الأوروبية.
وقال المسؤول السابق إن سعي بريطانيا الدؤوب لتشكيل "تحالف الراغبين" لأوكرانيا، مع وضع الناتو في قلب المناقشات، على الرغم من تهديدات فلاديمير بوتين، يُظهر أن ستارمر ووزير دفاعه جون هيلي يُدركان قيمته حلف شمال الأطلسي.