الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دليل جديد على الانتهاكات.. تجويع مراهق فلسطيني في سجون الاحتلال حتى الموت

  • مشاركة :
post-title
الفلسطيني خالد أحمد والد وليد أحمد

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

رجَّح تقرير لطبيب إسرائيلي أشرف على تشريح جثمان مراهق فلسطيني، كان معتقلًا في سجون الاحتلال لمدة ستة أشهر دون توجيه تهمة إليه قبل استشهاده جوعًا، أنه عانى من سوء تغذية حاد وإهمال طبي بعد أن ظهرت عليه علامات التهاب القولون والجرب، ليضيف دليلًا جديدًا إلى سجل انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين خاصة ممن يقبعون في سجونه.

وحصلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، على نسخة من التقرير الطبي الذي لم يُحدد سبب الوفاة، لكنه ذكر أن الفتى الفلسطيني وليد أحمد (17 عامًا) كان يعاني من فقدان حاد في الوزن وهزال عضلي.

كما أشار التقرير إلى أنه اشتكى للسجن من نقص الطعام منذ ديسمبر على الأقل، مستشهدةً بتقارير من العيادة الطبية في سجن جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أيضًا، أفاد مسؤولون فلسطينيون، نقلاً عن شهود عيان من سجناء آخرين، أن أحمد توفي الشهر الماضي بعد انهياره في سجن مجدو وارتطام رأسه.

يُعتبر سجن مجدو، وهو منشأة أمنية مشددة يُحتجز فيها العديد من المعتقلين الفلسطينيين بمن فيهم المراهقون دون تهم، من أقسى السجون، وفقًا لما ذكره ناجي عباس، رئيس قسم الأسرى والمعتقلين في منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في إسرائيل.

مياه ملوثة

أُجري تشريح الجثة في 27 مارس في معهد أبو كبير للطب الشرعي الإسرائيلي، الذي لم يُصدر تقريرًا بنتائجه حتى الآن.

وقال فراس الجبريني، محامي الشهيد، إن "السلطات الإسرائيلية رفضت طلباته لزيارة موكله في السجن، لكن ثلاثة سجناء محتجزين هناك أخبروه أن أحمد عانى من إسهال شديد وقيء وصداع ودوار قبل وفاته".

وأشار إلى أنهم يشتبهون في أن سبب الوفاة هو المياه الملوثة، بالإضافة إلى الجبن والزبادي الذي كان حراس السجن يحضرونه صباحًا، والذي ظل في الخارج طوال اليوم بينما كان السجناء يصومون شهر رمضان المبارك.

وأكدت محامية عائلة أحمد، نادية دقة، أن الطبيب الإسرائيلي وهو مختص في جراحة الجهاز الهضمي، قد حصل على إذن من محكمة مدنية إسرائيلية لحضور تشريح الجثة.

وفي حين زعمت مصلحة سجون الاحتلال بأنها تعمل وفقًا للقانون، وأن جميع السجناء يتمتعون بحقوقهم الأساسية، ادعت أنها "شكَّلت فريقًا للتحقيق في وفاة أحمد، وسيتم إرسال نتائجه إلى الجهات المختصة".

التهاب القولون

وفقًا لتقرير الطبيب الإسرائيلي، أظهر تشريح الجثة أن أحمد يُحتمل أنه عانى من التهاب في الأمعاء الغليظة، وهي حالة تُعرف باسم التهاب القولون، ويمكن أن تُسبب إسهالًا متكررًا، وقد تُؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.

لكن الخبراء الطبيين قالوا إن التهاب القولون لا يُسبب الوفاة عادةً لدى المرضى الصغار، ومن المرجح أن يكون قد تفاقم بسبب سوء التغذية الحاد.

وقالت الدكتورة لينا قاسم حسن، رئيسة مجلس إدارة منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، والتي راجعت التقرير بناءً على طلب "أسوشيتد برس": "عانى من الجوع الذي أدى إلى سوء تغذية حاد، بالإضافة إلى التهاب القولون غير المُعالج الذي تسبب في جفاف واضطرابات في مستويات الأملاح في دمه، مما قد يُسبب اضطرابات في معدل ضربات القلب والوفاة".

إهمال طبي

أضافت أن "النتائج أشارت إلى إهمال طبي، تفاقم بسبب عجز أحمد عن مقاومة المرض أو العدوى بسبب سوء التغذية والضعف الذي كان يعاني منه".

وقال الدكتور آرني ستراي بيدرسن، أستاذ الطب الشرعي بجامعة أوسلو في النرويج، الذي لم يشارك في تشريح الجثة، إن "التقرير يشير إلى وجود فترة طويلة من سوء التغذية والمرض استمرت لبضعة أسابيع أو أشهر على الأقل. مضيفًا: "بناءً على التقرير، أفسر السبب الكامن وراء الوفاة على أنه هزال".

طفح جلدي

أشار التقرير إلى أنه لوحظ أيضًا وجود طفح جلدي ناتج عن الجرب على ساقيه ومنطقة الأعضاء التناسلية.

وأضاف التقرير أنه كان هناك أيضًا هواء بين رئتيه امتد إلى رقبته وظهره، ما قد يسبب العدوى. وأضاف أن الهواء يمكن أن يأتي من تمزقات صغيرة في الرئتين، والتي يمكن أن تحدث بسبب القيء الشديد أو السعال.

علامات التعب

وكشفت عائلته أنه جيش الاحتلال اعتقل "أحمد" من منزله في الضفة الغربية المحتلة، خلال مداهمة في سبتمبر بزعم رشقه جنودًا بالحجارة.

وقالت عائلة أحمد إنه "كان طالبًا في المرحلة الثانوية يتمتع بصحة جيدة، وكان يستمتع بلعب كرة القدم قبل اعتقاله".

وذكر والده، خالد أحمد، أن "ابنه حضر أربع جلسات محاكمة قصيرة عبر الفيديو، ولاحظ في إحداها في فبراير أنه بدا في حالة صحية سيئة".

وأشارت العائلة إلى أنها لم تستلم بعد شهادة وفاة من إسرائيل، معبرين عن أملهم أن يساعد التقرير الطبي في إعادة جثمان ابنه إلى الوطن.

أحمد هو أصغر سجين فلسطيني يُستشهِد في سجون إسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة، وفقًا لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، التي وثّقت وفيات السجناء الفلسطينيين.

انتهاكات مستمرة

وثّقت منظمات حقوقية انتهاكات واسعة النطاق في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية التي تحتجز آلاف الفلسطينيين الذين اعتُقلوا بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.

وتقول السلطة الفلسطينية إن إسرائيل تحتجز جثث 72 أسيرًا فلسطينيًا في سجونها، من بينهم 61 سجينًا منذ بداية الحرب.

وكثيرًا ما تحتجز إسرائيل جثث الشهداء الفلسطينيين، متذرعةً بأسباب أمنية أو لتحقيق مكاسب سياسية.