الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ثوران وشيك.. بركان آلاسكا الضخم يهدد آلاف الأمريكيين

  • مشاركة :
post-title
بركان آلاسكا الضخم في انفجار سابق

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أطلق علماء أمريكيون تحذيرات خطيرة من أن بركان جبل سبور الضخم في ولاية ألاسكا بالولايات المتحدة يقترب من الانفجار، في الوقت الذي تتواصل فيه الهزات الأرضية بمحيطه، ما يهدد عشرات الآلاف من المواطنين المقيمين بجواره.

ويبلغ ارتفاع بركان جبل سبور 11 ألف قدم، ويقع على بعد 81 ميًلا فقط من بيترسفيل، أكبر مدينة في الولاية، التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف أمريكي، ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، شهد خلال الفترة الماضية، نشاطًا زلزاليًا متزايدًا، ونزوح سطح الأرض وانبعاثات غازية.

ووصف العلماء تلك العلامات بأنه تحذير بثوران وشيك، إذ كانت بداية النشاط الزلزالي بالقرب من جبل سبور، أبريل 2024، وارتفع معدل الأحداث من متوسط ​​30 أسبوعيًا إلى متوسط ​​125 أسبوعيًا، أوائل أكتوبر.

مدينة بيترسفيل أكبر مدينة في ولاية آلاسكا يهددها البركان

ومع استمرار اضطراباته الأسبوع الحالي، بحسب صحيفة ديلي ميل، يواصل العلماء مراقبته عن قرب، ورصدت هيئة المسح مئات الهزات ضمن دائرة 30 ميلًا حول البركان، كان آخرها أمس الأربعاء، عندما ضرب زلزال بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر على عمق 65 ميلًا تحت سطح الأرض.

وشهدت نفس المنطقة زلزلًا آخر قبله بساعات، وربط العلماء تلك الزلازل بحركة الصفائح التكتونية، وتصاعد الصهارة من أعماق وشاح الأرض، مقدرين حدوث ثوران بركاني ضخم، خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، مشيرين إلى أنه يمكن أن يكون هناك مئات الزلال الأخرى التي تحدث ولا يتم رصدها.

وأرجع العلماء ذلك إلى أن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية لا تظهر إلا الزلازل التي بلغت قوتها 2.5 درجة أو أعلى على لوحة معلومات الزلازل الرئيسية.

وفي أوائل مارس الماضي، بدأ البركان في إطلاق مستويات مرتفعة من الغاز من قمته ومن فتحة جانبية ثارت آخر مرة منذ أكثر من 30 عامًا، وأدت تلك الانبعاثات إلى جانب زيادة النشاط الزلزالي وتشوه الأرض، لوضع العلماء في حالة تأهب ورفع مستوى التخطيط للطوارئ إلى المستوى الثاني.

ويعني ذلك قيام العلماء بتكثيف التواصل مع الجمهور بشأن التهديدات المحتملة المنتظرة من ثوران البركان، وتوجيه وكالات السلامة العامة والإغاثة والطوارئ لإطلاق بروتوكولات الاستجابة للثوران المقبل، وهو الحدث الذي من شأنه أن يطلب سحب رماد ضخمة يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 50 قدمًا في الهواء.

موقع بركان آلاسكا على الخريطة

ورجح العلماء أن تستمر كل حلقة انفجارية منتجة للرماد لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 ساعات، ويمكن للسحابة الناتجة عن ذلك أن تغطي المدينة والمجتمعات المجاورة الأخرى بطبقة سميكة من الغبار، مُحذرين من أن الثوران أيضًا سيؤدي إلى انهيارات طينية مدمرة وانهيارات جليدية من الحطام البركاني، الذي يندفع على جانبي البركان بسرعة تزيد على 200 ميل في الساعة.

وكان آخر ثوران لبركان جبل سبور، عام 1992، إذ غطى البركان المدينة بأكملها بثُمن بوصة من الرماد في أثناء الانفجار، وأظلمت السماء في منتصف النهار، بسبب سحابة ضخمة من الغبار والغاز التي حجبت الشمس، واضطر مطار المدينة إلى الإغلاق لمدة 20 ساعة.

وتكبدت المدينة جراء ذلك الثوران خسائر بلغت نحو مليوني دولار، إضافة إلى إغلاق المكاتب نتيجة ثوران البركان، ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وهو ما تخشاه هيئة المسح التي بدأت في إطلاق إنذارات لحماية آلاف الأمريكيين المقيمين بالقرب من البركان.

ويُشكل استنشاق الرماد مخاطر صحية هائلة، إذ يمكن للجزيئات الصغيرة أن تتسلل إلى الرئتين، ما يُفاقم أعراض أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، وحذّر العلماء من أنه إذا استمر نشاط جبل سبور في التزايد، فإن العلامة التالية على الثوران ستكون هزة بركانية يطلق حممًا ضخمة.