تضاءلت فرص العثور على ناجين أسفل مئات المباني المدمرة في ميانمار، بعد مرور أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمر، الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، وضرب وسط البلاد وتايلاند المجاورة، وخلّف آلاف القتلى والجرحى وما يقرب من 10 آلاف مبنى منهار أو مدمر.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن ترتفع أعداد الضحايا، بحسب وكالة أسوشيتيد برس، كون الزلزال ضرب مساحة واسعة من البلاد، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والهاتف والاتصالات اللاسلكية في العديد من المناطق، وإلحاق أضرار بالطرق والجسور، ما يجعل من الصعب تقييم المدى الكامل للدمار.
فرق إنقاذ دولية
وبلغ عدد القتلى حتى الآن 2719 شخصًا، بينما أصيب 4521 آخرون، وفقد 441 شخصًا، وأكد رئيس الحكومة العسكرية في ميانمار، الجنرال مين أونج هلاينج، أن زلزال الجمعة، كان ثاني أقوى زلزال مسجل في تاريخ البلاد، بعد زلزال بقوة 8 درجات شرق ماندالاي، مايو 1912.
وعلى خلفية الزلزال المدمر، تتواجد فرق إنقاذ دولية من عدة دول في موقع الحادث، منها روسيا والصين والهند والإمارات العربية المتحدة وعدد من دول جنوب شرق آسيا، وفي الوقت نفسه، تعهدت عدة دول بتقديم ملايين الدولارات كمساعدات لميانمار ومنظمات الإغاثة الإنسانية في المهمة التي وصفت بالضخمة.
العثور على ناجين
وتمكنت جهود الفرق الدولية، من إنقاذ العشرات من تحت الأنقاض، بينهم طفل في الخامسة من عمره وسيدة ظلا محاصرين لأكثر من 60 ساعة أسفل الأنقاض، ومسنة أنهار فوقها المبنى، إلا أنه بحسب الخبراء تضاءلت فرص العثور على ناجين، بعد مرور أكثر من 72 ساعة تحت الأنقاض.
وكانت معظم التقارير واردة من مدينة ماندالاي، ثاني أكبر مدينة في ميانمار، التي كانت قريبة من مركز الزلزال، وشهدت واحدة من أكثر المآسي الناجمة عن الزلزال المدمر، عندما قُتل 50 راهبًا بوذيًا كانوا يؤدون امتحانًا دينيًا في دير بعدما انهار المبنى بهم، ويُعتقد أن 150 آخرين دُفنوا تحت الأنقاض.
الاحتياجات هائلة
وأعلنت فرق الإنقاذ في المدينة إنقاذ 403 أشخاص والعثور على 259 جثة حتى الآن، وأكدت "اليونيسيف" أن الاحتياجات هائلة وتتزايد كل ساعة، وتضيق مع الوقت فرص الاستجابة المنقذة للحياة، إذ تواجه الأسر نقصًا حادًا في المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الطبية.
وحذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن العديد من السكان يفتقرون بالفعل إلى الرعاية الطبية الأساسية والتطعيمات الأساسية، مشيرين إلى أنه مع تدمير البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي، بسبب الزلزال واكتظاظ الملاجئ بالآلاف، زاد خطر تفشي الأمراض المنقولة مثل حمى الضنك والحصبة.
أما عن الأضرار الواسعة الناجمة عن الزلزال، فوقفًا لمنظمة الصحة العالمية، يعتقد أن 10 آلاف مبنى إجمالًا انهار أو تضرر بشدة بسبب الزلزال، ومع تأخر نقص الآلات الثقيلة والمعدات اللازمة للإنقاذ في العديد من الأماكن، تواصل فرق الإنقاذ عملها ببطء شديد مع توقعات بارتفاع أعداد القتلى.
وفي تايلاند المجاورة، بلغ إجمالي عدد القتلى 21 شخصًا وإصابة 34 آخرين في العاصمة بانكوك، التي تبعد عن مركز الزلزال نحو 800 ميل، معظمهم في موقع البناء، عندما انهار مبنى شاهق ودفن العمال بداخله، لكن العشرات ما زالوا في عداد المفقودين.