فعاليات "المرماح"، أحد أهم المظاهر التي تدل على حب أهالي صعيد مصر للخيول العربية، واحتراف الكبير والصغير التعامل معها، على موسيقى المزمار الصعيدي في ساحات "المرماح"، التي تنتشر في كل أرجاء جنوب مصر.
ولا تأتي مناسبة في جنوب صعيد مصر إلا ويتم استدعاء المزمار، لحبهم في التحطيب الذي يعقبه استعراض "المرماح"، والذي يتم عادة في ساحات واسعة، نظرا لما تشهده من توافد المحبين من كافة المحافظات والقرى المجاورة.
وينقسم تنظيم "المرماح" و"التحطيب"، إلى شقين، الأول منها خاص بمناسبات الزواج والأفراح، إذ يخصص العريس عادة يوما للمزمار، يكون قبل يوم حفل العرس، وتبدأ فعاليات اليوم بالتحطيب على نغمات المزمار البلدي، والمحطبون عادة معروفون فيما بينهم، ودائما ما يكون هناك محكم للسيطرة على عملية التحطيب حتى لا يسبب شخص ضررًا لآخر.
يعقب التحطيب عملية "المرماح"، والتي يتم تنظيمها في ساحات، يقدم أهالي البلد عادة الضيوف بخيولهم، ويقدمونهم للبدء في الميدان أو الساحة، ويبرز كل فارس على جواده مهاراته ومدى التحكم في فرسه على نغمات المزمار البلدي.
وهناك مظاهر أخرى ينتشر بها "المرماح"، وعادة يستعد لها الفرسان والمحطبون قبلها بعدة أشهر، ويتوافدون عليها من المحافظات المجاورة للمشاركة فيها، وهي مواعيد سنوية مرتبطة بما يسمى "المولد"، ومنها مولد أبو الحجاج بمحافظة الأقصر جنوب الصعيد، ومولد عبد الرحيم القناوي، ومولد الشيخ حمام بمحافظة قنا.