استمرارًا لما يبدو رفضًا واضحًا للتفاوض مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع أوكرانيا تحت حكومة مؤقتة بقيادة الأمم المتحدة لتنظيم انتخابات جديدة، والذي كان "مجرد أحد الخيارات" ولكن لم يتم طرحه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي الوقت الذي تبادلت فيه موسكو وكييف الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه هذا الأسبوع، رفض المتحدث باسم الولايات المتحدة الفكرة، ولم يكن واضحًا إلى أي مدى كان من المفترض أن تؤخذ على محمل الجد، نظرًا لأن الكرملين أوضح أن "بوتين" لم يطرح هذه الفكرة في مكالماته الهاتفية الأخيرة مع ترامب.
وحسب تقرير لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، تشير هذه التصريحات إلى أن أي نهاية تفاوضية للحرب في أوكرانيا "لا تزال بعيدة المنال" مع استمرار روسيا في إضافة شروط لتحقيق التسوية، في حين قالت كييف إنها ستوافق على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا إذا وافقت موسكو.
غير واقعي
وفق تقرير الصحيفة البريطانية، قال الرئيس الروسي إن فكرته تتمثل في السماح لأوكرانيا بـ "إجراء انتخابات ديمقراطية، وإيصال حكومة قابلة للحياة إلى السلطة وتتمتع بثقة الشعب، ثم البدء في المفاوضات معهم بشأن معاهدة سلام".
وأضاف "بوتين"، في تصريحات أُذيعت صباح الجمعة: "تحت رعاية الأمم المتحدة، ومع الولايات المتحدة، وحتى مع الدول الأوروبية، وبالطبع مع شركائنا وأصدقائنا، يمكننا مناقشة إمكانية إدخال حكم مؤقت في أوكرانيا".
وعلى الرغم من أن الروس قالوا في وقت لاحق إن هذا كان مجرد "أحد الخيارات"، رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض هذا الأمر، قائلًا إن الحكم في أوكرانيا يُحدده دستورها.
وفي قمة عُقدت أمس الخميس في باريس، جدد القادة الأوروبيون، بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة، دعمهم للرئيس فولوديمير زيلينسكي وأوكرانيا.
وأشارت "ذا جارديان" إلى أنه "لا يرى سوى عدد قليل من الخبراء أن الطلب الروسي بإجراء انتخابات في أوكرانيا أمر واقعي، ولكن الكرملين حاول تسليط الضوء على قرار كييف بعدم إجراء انتخابات رئاسية واستمرار الحرب كشرط مسبق للتوصل إلى تسوية نهائية، في حين تتقدم مفاوضات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة ببطء".
والثلاثاء الماضي، أعلن البيت الأبيض أن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار في المجال البحري والبنية التحتية للطاقة، لكنّ كلا الجانبين ادعى اليوم أن هناك انتهاكات جديدة مع استمرار الحرب البرية دون هوادة.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الهجوم الروسي في بولتافا "أظهر أن المعتدي الروسي يواصل الكذب بسخرية بشأن تطلعاته للسلام"، بينما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "القوات المسلحة الأوكرانية لا تتبع أوامر قيادة البلاد".