- صوّرنا في غالبية محافظات مصر.. ومفاجآت جديدة بالطريق
- 90% من ميزانية البرنامج موجهة للجمهور بدلًا من دفع مبالغ طائلة للضيوف
في موسم يعج بالمحتوى، يأتي "مدفع رمضان" ليُحدث فارقًا حقيقيًا، متجاوزًا حدود البرامج التي تعتمد على توجيه غالبية ميزانياتها للضيوف ليكون مواطن الشارع هو بطل الحكاية وقائدها، وبعصا سحرية يحقق الفنان محمد رمضان أحلامًا مُخبئة في القلوب، بأسلوبه الفريد وتفاعله المباشر مع الجمهور، يخلق البرنامج لحظات من السعادة الحقيقية، إذ لا تقتصر فكرته على الجوائز، بل تمتد إلى تغيير واقع المشاركين وإدخال البهجة إلى حياتهم، في تجربة إنسانية تلامس القلوب تقدمها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية انطلاقًا من مسؤوليتها المجتمعية.
وراء هذا النجاح، تقف الرؤية الإبداعية للمخرج ياسر سامي، الذي أضفى على البرنامج لمسات بصرية ساحرة، مزجت بين العفوية والإتقان في نقل الصورة من أحياء القاهرة الشعبية إلى مشاهد العاصمة الإدارية الحديثة، تتجلى بصمته في تقديم مصر بوجهها المتنوع، ليمنح المشاهد تجربة بصرية وإنسانية فريدة، تجعل من كل حلقة احتفالًا بالحياة والأمل.
في حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية" يكشف المخرج ياسر سامي، عن كواليس برنامج "مدفع رمضان"، الذي يقدمه الفنان محمد رمضان، موضحًا أن فكرة البرنامج جاءت من الشركة المتحدة منذ فترة طويلة، إلا أن التنفيذ الفعلي والتصوير بدأ قبل حلول شهر رمضان بفترة قصيرة.
برنامج تفاعلي
أوضح ياسر سامي أن أحد الأهداف الأساسية للبرنامج كان جعله تفاعليًا مع الجمهور في الشارع، إذ تم التخطيط لذلك منذ البداية من أجل تعزيز مصداقية البرنامج.
وأشار إلى أن اختيار الأماكن تم بشكل عشوائي تمامًا، لضمان عدم وجود أي تلاعب في توزيع الجوائز، مضيفًا: "محمد رمضان بينزل إلى الشارع ويختار شخصًا بشكل مفاجئ، بناءً على إحساسه بأن هذا الشخص يستحق المكافأة، وهو أمر يجمع فريق العمل بالكامل عليه".
مفاجآت البرنامج
أوضح ياسر سامي أن البرنامج لا يقتصر فقط على تقديم جوائز، بل يسعى لتقديم مساعدات إنسانية ونفسية أيضًا، كما خصص فريق البرنامج بعض الحلقات لمناسبات خاصة، على سبيل المثال، قدم البرنامج حلقة مميزة في يوم الشهيد، إذ استضاف نجل الشهيد أحمد المنسي، كما قدم أغنية "بتحلوي" في عيد الأم، وأكد أن هذه الأفكار كانت مخططة مُسبقًا، إذ أراد محمد رمضان أن يقدم شيئًا مختلفًا في هذه المناسبات.
وأكد أن فريق البرنامج صوّر في غالبية محافظات مصر، كما صوّر أغنية "بتحلوي" تحت البرج الأيقوني في العاصمة الإدارية الجديدة، والاستعانة بلقطات من المتحف المصري وطريق الكباش بمحافظة الأقصر، وبعض المشاهد كانت من تصوير الفريق، بينما استعانوا بمقاطع أخرى من الأرشيف الخاص بالشركة المنتجة، وهي نفس الشركة التي أشرفت على نقل المومياوات الملكية.
وكشف ياسر سامي، أن البرنامج يعتمد على التصوير في أماكن متنوعة تجمع بين مصر القديمة والمناطق الحديثة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، التي تعكس صورة مشرفة، وأنه سيقدم حلقة جديدة منها بخلاف ما عرض من قبل، مؤكدًا أن الهدف من ذلك هو تقديم صورة شاملة عن مصر، وعدم الاكتفاء بعرض صورة نمطية للمناطق البسيطة.
وأضاف: "كما كانت الأفلام الأجنبية قديمًا تُصدر صورة نمطية عن مصر، نحن نحاول تصدير صورة حديثة أيضًا، ونُظهر التطور العمراني بجانب الحياة في الأحياء".
وتحدث ياسر سامي، عن تفاعل الجمهور الكبير مع البرنامج، الذي فاق كل التوقعات، إذ تحول لبرنامج جماهيري، كشف أن بعض المشاركين في فقرة الأحلام يطلبون حلمًا ضخمًا، مستشهدًا بحالة أحد الفائزين الذي كان بحاجة إلى سيارة للعمل، فتم منحه سيارة نقل بنحو 2 مليون جنيه بدلًا من سيارة ملاكي لأنها تناسب طبيعة عمله.
تأثير "مدفع رمضان"
تطرق ياسر سامي إلى تأثير البرنامج على الساحة الإعلامية، مشيرًا إلى أن بعض البرامج المُنافسة بدأت في تقليد فكرة منح جوائز وتشجيع الجمهور على المشاركة، لكنه أكد أن "مدفع رمضان" يتميز بتركيزه على تقديم مساعدات حقيقية بدلًا من الاعتماد على المواقف الكوميدية أو السطحية كما انتقد بعض البرامج التي تعتمد على السخرية من الضيوف، معتبرًا أن ذلك لا يليق بالمحتوى الإعلامي المحترم.
حقيقة وجود جزء ثانٍ
أكد ياسر سامي أن هناك نية لتقديم موسم جديد من البرنامج، رمضان 2026، نظرًا للنجاح الكبير الذي حققه في موسمه الأول، مشيرًا إلى أن العمل مستمر على تقديم محتوى جديد ومتنوع في الحلقات المقبلة، مع التركيز على دعم الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع.
وأكد أن "البرنامج استطاع تحقيق نجاحات كبيرة بالرغم من وجود برامج أخرى يتم إنفاق ملايين الجنيهات عليها دون تحقيق التأثير نفسه"، وأن فريق العمل حرص على توجيه 90% أو معظم ميزانية البرنامج لصالح الجمهور، بدلًا من استضافة فنانين والسخرية منهم بمبالغ طائلة دون فائدة حقيقية للمشاهدين.