عاد الفنان محمد رمضان ليؤكد مكانته الجماهيرية من جديد، ولكن هذه المرة من خلال برنامج "مدفع رمضان"، الذي استطاع أن يضاعف نجاحه ويزيد من شعبيته بذكاء شديد، رغم غيابه عن الدراما التلفزيونية لعامين، منذ نجاحه الكبير في مسلسل جعفر العمدة.
لم تكن عودة محمد رمضان مجرد ظهور عابر، بل جاءت بفكرة زادت من شعبيته في الشارع عبر برنامجه الرمضاني الذي يعتمد على النزول إلى الشارع ومقابلة البسطاء، ومفاجأتهم بتوزيع الأموال عليهم، ليكون بذلك أقرب إلى الجمهور بطريقة مختلفة عن أعماله الفنية المعتادة.
هذه الخطوة عززت من جماهيريته، إذ لم يعد حضوره قائمًا فقط على أدواره السينمائية والدرامية والغنائية، بل امتد ليشمل حضوره المباشر في الشارع من خلال برنامجه الأول، ما زاد من ارتباط الناس به.
رغم أن عمر محمد رمضان لم يتجاوز 38 عامًا، حفر بصمة وأصبح نجمًا بين الكبار، منذ لفت انتباه الفنان سعيد صالح الذي كان بوابته ومنحه الفرصة في المسرح ثم انطلاقته بأدوار صغيرة في المسلسلات التلفزيونية مثل السندريلا عام 2006، حين جسَّد دور الفنان الراحل أحمد زكي، وهو الدور الذي تنبأ له كثيرون بأنه سيكون خليفة زكي في الأداء والموهبة، ويبدو أن نجاحه في تقمص الشخصية هو ما دفعه للتفكير في تقديم مشروع "الإمبراطور" الذي لم يكتمل وتوقف قبل سنوات مع الراحل بشير الديك.
نقطة التحول الحقيقية في مشواره جاءت مع مسلسل "ابن حلال" عام 2014، الذي قدم فيه شخصية حبيشة، الشاب البسيط الذي يواجه ظلم المجتمع، واستطاع أن يخطف قلوب المشاهدين، ليصبح بعدها نجمًا من الصف الأول، تبع هذا النجاح سلسلة من الأعمال الدرامية الناجحة مثل الأسطورة، ونسر الصعيد، وزلزال، والبرنس، وأخيرًا جعفر العمدة، الذي كان أحد أبرز الأعمال في رمضان 2023، محققًا نسب مشاهدة قياسية.
لم تقتصر مسيرة محمد رمضان على الدراما فقط، بل كانت السينما ساحة أخرى لتألقه. فمنذ ظهوره في فيلم "احكي يا شهرزاد" عام 2009، لفت الأنظار إليه، ليبدأ بعدها رحلة من الأفلام الجماهيرية التي جعلته نجم شباك بلا منازع، مثل "عبده موتة" و"قلب الأسد" و"شد أجزاء" و"جواب اعتقال" والديزل والكنز و"هارلي"، و"آخر ديك في مصر" وغيرها، فكان نجاح أفلامه على مستوى الإيرادات دليلًا على شعبيته الواسعة.
في الوقت الذي ظن فيه البعض أن محمد رمضان سيتوقف عند التمثيل، فاجأ الجميع بدخوله عالم الغناء، وحققت أغنياته ملايين المشاهدات، واحتلت قوائم الأكثر استماعًا في العالم العربي. بدأ الأمر بأغنية "نمبر وان" التي أصبحت أيقونة لجمهوره، ثم تلتها "مافيا" و"أنا الملك" و"زلزال" و"رايحين نسهر"، والعديد من الأغاني الأخرى التي قدمها بأسلوب استعراضي يجمع بين الأداء الحركي والإيقاع السريع، وبالرغم من الانتقادات التي تعرض لها في بداياته الغنائية، إلا أنه نجح في فرض نفسه كأحد أبرز الفنانين الذين استطاعوا الدمج بين الغناء والاستعراض، ليصبح مطلوبًا في الحفلات داخل مصر وخارجها.
يعتبر الكثيرون أن ذكاء محمد رمضان كلمة السر في التسويق لموهبته كـ"رقم واحد" في مصر، لتأتي خلطة "مدفع رمضان" تأكيدًا على قدرته على التنويع والتجديد، وإثبات أن حضوره الفني لا يقتصر فقط على الأعمال الدرامية أو السينمائية، بل يمتد ليصل إلى الشارع، حيث يلتقي جمهوره الحقيقي ويشاركهم فرحة رمضان بطريقته الخاصة.