من المتوقع أن يجتمع مسؤولون أمريكيون وروس اليوم في المملكة العربية السعودية، بهدف وضع الخطوط العريضة لاتفاق وقف إطلاق النار الشامل، المزمع تنفيذه بين كييف وموسكو، والذي تأمل الولايات المتحدة أن يبدأ في 20 أبريل المقبل.
وقبل الاجتماع المرتقب، أجرى مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون محادثات ثنائية أمس الأحد في الرياض، كان المحور الرئيسي فيها هو قطاع الطاقة، بجانب العديد من النقاط الرئيسية الأخرى المتعلقة بالمفاوضات.
الموعد النهائي
تسعى الولايات المتحدة إلى وقف إطلاق نار شامل في حرب روسيا على أوكرانيا بحلول 20 أبريل، إلا أن مصادر أشارت لـ"بلومبرج" إلى احتمال تأخر الموعد النهائي؛ نظرًا للفجوة الكبيرة بين موقفي كييف وموسكو.
ووفقًا للمبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، سيكون على رأس المحادثات تفاصيل تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في البنية التحتية للطاقة. ومن المتوقع أن تركز المحادثات أيضًا على استئناف محتمل لاتفاقية الحبوب في البحر الأسود لعام 2022.
بناء الثقة
كانت الاتفاقية تضمن الملاحة الآمنة للصادرات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود، إلا أن روسيا انسحبت منها في عام 2023 بعد أن اتهمت الغرب وأمريكا بالفشل في الوفاء بالتزاماتهم بتخفيف العقوبات على صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة.
كما من المنتظر أن تفتح الولايات المتحدة أيضًا، خلال الاجتماع مع الجانب الروسي، الحديث عن مستقبل الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا، ومحاولة اتخاذ مجموعة من التدابير بهدف بناء الثقة بين الطرفين.
ولا ترى أمريكا وجود أي مخاوف من الرئيس الروسي ومحاولته السيطرة على أوروبا بأكملها. ووفقًا لشبكة "فوكس نيوز"، أكد ويتكوف أن بوتين يريد السلام، مبديًا تفاؤله بحدوث تقدم ملموس في المفاوضات اليوم.
الأراضي الأوكرانية
وحول الأراضي الأوكرانية الأربع التي تريد روسيا ضمها إليها، استشهد مبعوث ترامب باستطلاعات الرأي والاستفتاءات التي أجريت في تلك الأماكن عام 2022، مشيرًا إلى أن الأغلبية الساحقة من السكان أبدوا رغبتهم في الخضوع للحكم الروسي.
وأكد ويتكوف أن الروس قد حصلوا على ما كانوا يريدونه عندما شنوا الحرب على أوكرانيا، مستغربًا من فكرة أنهم يريدون ضم أوكرانيا بالكامل، قائلًا: "لماذا يريدون ضم أوكرانيا؟ ولأي غرض تحديدًا؟ إنهم ليسوا بحاجة إلى ضمها"، لافتًا إلى أنهم استعادوا المناطق الخمس ولن يحتاجوا المزيد.
انتخابات صورية
وطلب مبعوث ترامب من الأمريكيين تصور ساحة عالمية يمكن فيها للولايات المتحدة وروسيا الاستفادة من وقف إطلاق النار لتطبيع العلاقات وتوحيد الجهود في مجالات مثل سياسات الطاقة في القطب الشمالي، والممرات البحرية، وإمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، والذكاء الاصطناعي.
ولكن في المقابل، ترفض أوكرانيا تمامًا فكرة التنازل عن أراضيها، على عكس ويتكوف، حيث أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا لن تعترف بأي أراضٍ محتلة، متهمًا روسيا بإجراء انتخابات صورية في محاولة لتوفير غطاء لضمها غير القانوني.