تشهد باريس استفتاءً حول إمكانية جعل 500 شارع خالية من السيارات، وهو المشروع الذي تروّج له عمدة المدينة آن هيدالجو ويلقى معارضة من السكان، الذين وصفوه بأنه يأتي لمصلحة السائحين على حسابهم، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
وسيتمكن الباريسيون من التصويت على هذه القرار اليوم الأحد، وفي عامها الأخير في منصبها، تمارس عمدة باريس آن هيدالجو مرة أخرى ضغوطًا قوية لجعل التحول في مجال النقل في باريس لا رجعة فيه.
ويتهم سكان مونمارتر، آن هيدالجو بالاهتمام في المقام الأول باحتياجات العدد المتزايد من السياح، لكن ليس الأشخاص الذين يريدون العيش هناك، ويصف السكان في حي مونمارتر، الذين يعيشون فيها منذ خمسين عامًا على أنهم إذا سُلبت سياراتهم، فهذا يعني أن حياتهم في الحي قد سُلبت.
وتقول آن رينو، رئيسة جمعية "العيش في مونمارتر"، إنها تمكنت هي وجمعية مواطنيها من جمع ما يقرب من 3000 توقيع يرفض إخلاء الشوارع من السيارات، وتريد الآن اللجوء إلى المحكمة.
ويتحرك سكان حي مونمارتر أيضًا ضد خطة مدينة باريس لتحويل جزء من تلة مونمارتر إلى منطقة كبيرة للمشاة، إذ يتطلب ذلك القضاء على مئات من أماكن وقوف السيارات، وكما هو الحال في وسط باريس، ينبغي تقليل حركة مرور السيارات الخاصة قدر الإمكان.
في عام 2014، أصبحت آن هيدالجو الاشتراكية أول امرأة تتولى رئاسة بلدية باريس، وفي عام 2020، أعيد انتخابها بعدما وعدت ناخبيها بأنها ستعمل على تغيير المدينة بشكل جذري بسبب تغير المناخ، قائلة: "حلمي مثل حلم جميع رؤساء البلديات في جميع المدن الكبرى في العالم هو مدينة بها عدد أقل بكثير من السيارات".
إلى جانب ذلك أصبحت الطرق السريعة المطلة على الواجهة البحرية على ضفاف نهر السين، مسارات للدراجات، ومسارات للركض، وتم تقليص مسارات السيارات بشكل كبير في جميع أنحاء المدينة.
كما فرضت ولاية هيدالجو حدًا عامًا للسرعة يبلغ 30 كيلومترًا في الساعة وزادت رسوم وقوف السيارات، وخاصة لسيارات الدفع الرباعي الضخمة، في العام المقبل ستكون هناك انتخابات مرة أخرى في باريس، وأعلنت عمدة أنها لن تترشح مرة أخرى.
ويُصنَّف هواء باريس حاليًا على أنه متوسط التلوث، إذ يبلغ تركيز الجسيمات الدقيقة فيه 10.5 ميكروجرام/م3، وفقًا للوكالة الأوروبية الجديدة للبيئة. ولحماية الصحة، توصي منظمة الصحة العالمية بمستوى أقصى يبلغ 5 ميكروجرامات/م3 للتعرض طويل الأمد.
وتعد باريس هي أحدث مدينة كبرى تركز على عدد أقل من المركبات ، بعد أن سارت على خطى مدريد وميلانو ولندن وروما، ومع ذلك فإن العديد من الباريسيين لم يلاحظوا الإجراءات الجديدة أو ببساطة لا يهتمون بها.