تُثبت كلاسيكيات السينما المصرية دائمًا أن عصرها لا ينتهي، فإلى جانب استمرار مشاهدة الكثير من أفلام الأبيض والأسود وأفلام الثمانينيات على القنوات الفضائية المختلفة دون ملل، يفاجئنا صناع الدراما بين الحين والآخر بتحويل بعض هذه الأعمال إلى مسلسلات تلفزيونية، أغلبها يُعرض في الموسم الدرامي الأبرز، وهو موسم رمضان، ما يؤكد أنها لا تزال تمثل رهانًا ناجحًا وسط المنافسة الشديدة.
إعادة تقديم الأفلام السينمائية الشهيرة في صورة مسلسلات تلفزيونية يُعد تحديًا خاصًا يخوضه النجوم وصناع الدراما، إذ تكون المقارنة بين النسخة الأصلية والجديدة حاضرة دائمًا، سواءً على مستوى السرد أو أداء الأبطال، وهذا التحدي تدركه جيدًا الفنانة غادة عبد الرازق، التي تخوض السباق في النصف الثاني من الموسم الرمضاني الحالي بمسلسل "شباب امرأة"، المأخوذ عن الفيلم الكلاسيكي الشهير الذي أخرجه صلاح أبو سيف عام 1956، ومن بطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان.
في المسلسل، تجسد غادة عبد الرازق شخصية "شفاعات"، التي قدمتها الراحلة تحية كاريوكا، بينما يؤدي الممثل الشاب يوسف عمر دور "إمام"، الذي جسَّده سابقًا شكري سرحان. كما يجسد محمد محمود دور "عم حسبو"، الذي أداه عبد الوارث عسر في الفيلم، فيما تقدم داليا شوقي شخصية "سلوى"، التي لعبتها شادية، والعمل معالجة درامية وسيناريو لمحمد سليمان عبدالمالك، وإخراج أحمد حسن.
من السينما إلى الشاشة الصغيرة
اللافت أن هذه ليست التجربة الأولى لغادة عبد الرازق في تحويل الأفلام الكلاسيكية إلى مسلسلات، إذ سبق أن قدمت عام 2009 مسلسل "الباطنية" مع النجم الراحل صلاح السعدني، والمقتبس من الفيلم الشهير الذي عُرض عام 1980، بطولة نادية الجندي ومحمود ياسين. ورغم التحدي الكبير نجح المسلسل في جذب الجمهور بفضل معالجته الدرامية التي واكبت العصر وأدخلت تعديلات على الحبكة الأصلية.
ولم تكن هذه التجربة الوحيدة في الدراما المصرية، إذ شهدت الشاشة الصغيرة عددًا من الأعمال المستوحاة من أفلام سينمائية ناجحة، من أبرزها مسلسل "الزوجة الثانية"، الذي عُرض عام 2013، والمقتبس من الفيلم الذي قُدم عام 1967، وبطولة سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور، وأتاح المسلسل مساحة أوسع لتعميق الشخصيات والعلاقات الدرامية، ولعب بطولته عمرو عبد الجليل، وعلا غانم، وأيتن عامر، إلى جانب نخبة من النجوم.
كما يعد مسلسل "العار" واحدًا من أبرز الأعمال التي تحولت من السينما إلى التلفزيون، إذ استُوحيَّ من الفيلم الذي صدر عام 1982، من بطولة نور الشريف، ومحمود عبد العزيز، وحسين فهمي. وتصدت المخرجة شيرين عادل إلى تحويل الفيلم إلى مسلسل عام 2010، من بطولة مصطفى شعبان، وأحمد رزق، وشريف سلامة، وغيرهم.
يبقى تحويل الأفلام الكلاسيكية إلى مسلسلات تلفزيونية تجربة ذات تحديات كبيرة، لكنها في الوقت ذاته تُعيد تقديم الأعمال الناجحة لجيل جديد من المشاهدين، ما يمنحها فرصة ثانية للتألق والانتشار بأسلوب يناسب العصر.