الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تامر محسن.. مخرج التفاصيل والقصص شديدة الإنسانية

  • مشاركة :
post-title
المخرج تامر محسن

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

يخشى تامر محسن من أن يُقدم عملًا فنيًا يشبه أعمال غيره من المخرجين، بل يرفض أن يكرر تجربة فنية سبق أن خاضها من قبل رغم نجاحها الكبير، ذلك المبدأ الذي يحافظ عليه منذ انطلاقته الأولى في فترة شبابه مخرجًا للعرض المسرحي "ماريونيت" الفائز بجائزة أفضل عمل مسرحي فى المهرجان الرابع للمسرح الحر.

وهذه الرغبة الدائمة للتجديد، التي كشف عنها في حوارات إعلامية سابقة، تدفع تامر محسن إلى تقديم أعمال مغايرة مثلما نتابع حاليًا مسلسله "قلبي ومفتاحه" بطولة آسر ياسين ومي عز الدين، الذي يقدم فيه صورة مصغرة من الواقع والبيوت والشوارع المصرية، إذ تدور أحداثه في شارع اللبيني، أحد الشوارع المعروفة بمنطقة فيصل، ومن أجل إضفاء الواقعية على العمل صمم المخرج على تصويره بالمنطقة نفسها والاستغناء عن فكرة بناء موقع تصوير.

تامر محسن ومنى زكي في "لعبة نيوتن"

وينتمي المخرج الذي درس الهندسة المعمارية إلى نوعية المخرجين الذين يفضلون كتابة أعمالهم بأنفسهم، ويبدو أن هذا الأمر ارتبط به منذ بداية تعلقه بالفن، إذ كان يؤلف ويخرج ويمثل أعماله بنفسه في فترة الطفولة، وأيضًا فعل الأمر نفسه في أثناء دراسته الجامعية، ليتخذه منهجًا لا يحيد عنه ويلتزم به طوال مشواره الفني.

ويظهر النجوم أيضًا بشكل مُغاير في أعمال تامر محسن، لنرى آسر ياسين يجسد دور الشاب "محمد عزت"، الذي يواجه الكثير من المشكلات في حياته ويخسر مشروعه ولم يتزوج، ويلتقي "ميار" أو مي عز الدين، المرأة المطلقة 3 مرات وتعاني من رغبة طليقها في السيطرة عليها، وتنشأ بين "محمد" و"ميار" علاقة حب لا يعرفان نهايتها.

واستطاع تامر محسن أن يثبت نفسه بجدارة من خلال أعماله المتميزة، التي تجمع بين العمق الدرامي والجودة الفنية، ومناقشة قضايا حساسة بأسلوب راقٍ ومؤثر، طارحًا العديد من القضايا المجتمعية والشائكة، منها قضية الاغتصاب الزوجي التي تناولها في مسلسل "لعبة نيوتن" عام 2021، بطولة منى زكي ومحمد ممدوح، وأيضًا الابتزاز والتجسس على الهواتف المحمولة في مسلسله "هذا المساء" عام 2017، بطولة إياد نصار وحنان مطاوع وأحمد داود.

تامر محسن في كواليس مسلسل "بدون ذكر أسماء"

والمخرج الذي في سجله الفني الكثير من الأفلام الوثائقية لا يذهب لمناقشة قضايا مجتمعية في أعماله الفنية ليسردها بأسلوب التلقين للمشاهد، بل يعتمد على قصص وحكايات شديدة الإنسانية، منها مسلسل "بدون ذكر أسماء" 2013، الذي تناول من خلاله فترة الثمانينيات في مصر، وناقش قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب مميز، منها الأفكار المتشددة المسيطرة على هذه الفترة.

اللافت للنظر في مشوار تامر محسن أنه رغم عشقه الشديد للسينما، لم يخرج سوى فيلم "قط وفار" منذ نحو 10 سنوات، بطولة محمود حميدة ومحمد فراج، ولم يكرر التجربة.