بخبرة طويلة ورصيد فني حافل، صنعت الفنانة سلوى عثمان بصمة مميزة، لتفرض موهبتها وجودها، في دراما رمضان هذا العام من خلال عملين مختلفين، حيث تجسد شخصيتين متناقضتين تمامًا في مسلسل "حكيم باشا" و"سيد الناس"، وهو ما اعتبرته تحديًا خاصًا تطّلب منها مجهودًا مضاعفًا لإبراز كل شخصية بأسلوب متفرد بعيدًا عن النمطية والتكرار.
"حكيم باشا".. امرأة صعيدية بوجهين
تقدم سلوى عثمان في "حكيم باشا" دور شوشة، وهي امرأة صعيدية تتعامل بالسحر والأعمال، وهو ما وصفته بأنه تجربة جديدة تمامًا في مشوارها الفني، حيث قالت في تصريحات لـ "القاهرة الإخبارية": "الدور مختلف في كل تفاصيله.. لم يسبق لي تقديم شخصية بهذا العمق والتعقيد، فهي تجمع بين القوة والخداع، وبين النفوذ والخوف".
وأشارت إلى أنها حرصت على الاهتمام بكل تفاصيل الشخصية، سواء في الأداء أو الشكل، قائلة: "حتى المكياج تعمدت أن يكون مختلفًا، وركزت على استخدام الكحل القوي الذي يميز نساء الصعيد، ليس فقط لإبراز الطابع التقليدي، ولكن أيضًا ليُظهر تعبيرات العين الحادة والشريرة عند الحاجة".
وكشفت أن الشخصية تحمل جانبًا كوميديًا رغم ملامحها الشريرة، حيث حاولت تقديمها بأسلوب لا يغرق في القتامة، موضحة: "رغم الشر الذي تحمله الشخصية، حرصت على ألا يكون دورًا ثقيل الظل، وخصوصًا في بعض المشاهد مع زوجي في المسلسل، مثل مشهد مائدة الإفطار، عندما يدخلان في مشادة بعد أن يلمّح برغبته في الزواج مرة أخرى، وهو ما أضفى طابعًا كوميديًا أحبه الجمهور".
أمومة مخفية وصراع داخلي
على الرغم من أن سلوى عثمان لم تنجب في حياتها ولكن بداخلها مخزون كبير من الأمومة والذي يظهر على الشاشة، حيث تشارك في دراما رمضان في مسلسل "سيد الناس" بشخصية دور أم تضطر لإخفاء حقيقتها عن ابنها، وهو ما شكل تحديًا خاصًا لها، حيث علقت قائلة: "هي ليست امرأة ضعيفة، بل شخصية تحمل الكثير من القوة، لكنها تضطر لإخفاء مشاعرها الحقيقية عن ابنها الذي لا يعرف أنها والدته.. تحاول أن تحميه بأي طريقة، حتى لو كان ذلك على حساب نفسها".
وأوضحت أن الشخصية تعيش صراعًا داخليًا بين قوة تحملها للظروف وضعفها الذي تفرضه عليها الأحداث، مضيفة: "الشخصية تحمل مزيجًا من المشاعر المتناقضة.. هي قوية بما يكفي لتظل بجانب ابنها دون أن تخبره بحقيقتها، لكنها في الوقت نفسه تعاني داخليًا من هذا القرار الصعب".
وأشادت بالمخرج محمد سامي، مشيرة إلى أنه كان له دور كبير في توجيهها لإبراز هذه التفاصيل بشكل مؤثر، حيث قالت: "كان حريصًا على أن تظهر الشخصية بعمقها الكامل، بحيث لا تكون مجرد امرأة ضعيفة، بل شخصية معقدة تحمل في داخلها الكثير من المشاعر المتضاربة".
تأجيل "حياة أو موت"
أعربت سلوى عثمان عن سعادتها بالتفاعل الكبير من الجمهور مع العملين، مؤكدة أن تقديم شخصيات متنوعة يمنحها الشغف للاستمرار في التمثيل، قائلة: "أنا دائمًا أسعى لتقديم أدوار مختلفة حتى لا أقع في التكرار، وسعيدة جدًا بأن الجمهور استقبل العملين بشكل إيجابي".
كما كشفت عن تأجيل عرض مسلسل "حياة أو موت"، الذي كان من المفترض أن يُعرض خلال رمضان، ليتم عرضه بعد انتهاء الشهر الكريم، مشيرة إلى أنه عمل مهم، وتتمنى أن ينال إعجاب الجمهور عند عرضه.