◄| أتحول لـ غول تمثيل.. والأتربة وبرودة الطقس الأصعب في العمل لإصابتي بحساسية
◄| صورنا في مناطق لأول مرة .. وظروف الحياة فرضت قوة الشخصية حتى لا يهضم حقها
◄| أنا من مدرسة تحية كاريوكا وسامية جمال وتعلمت من ماجدة الصباحي
◄| لم أندم على أي عمل شاركت فيه.. وبعضها درس تعلمت منه
بملامحها الحادة وحضورها الطاغي، تعود لوسي إلى الشاشة بشخصية تحمل في طياتها مزيجًا من القوة والبساطة في آن واحد في مسلسل "فهد البطل"، في قلب منطقة "شق التعبان" بالقاهرة القديمة، حيث يتشابك الواقع بالدراما، تجسد شخصية "فايزة الشبح"، امرأة لا تعرف الهزيمة، تحارب من أجل حقوقها وسط عالم لا يرحم، فتارة تتعاطف معها، وتارة تراها خصمًا عنيدًا لا يخشى المواجهة.
في حوارها مع "القاهرة الإخبارية"، تكشف لوسي عن كواليس العمل، وكيف استعدت لهذه الشخصية المركّبة التي تحمل الكثير من المفاجآت، كما تتحدث عن تجربتها مع أحمد العوضي، الذي وصفته بأنه "نجم الشعبيات" بلا منازع، وترد على الانتقادات التي ترى أنه حصر نفسه في هذا النوع من الأدوار، إضافة إلى ذلك، تتطرق إلى الدروس التي تعلمتها من ماجدة الصباحي، ولماذا لا تؤمن بفكرة "خليفة النجم"، فضلًا عن موقفها من الأعمال التي قدّمتها، والتحديات التي واجهتها أثناء التصوير في بيئة صعبة ومواقع تُعرض لأول مرة على الشاشة. تفاصيل شيّقة تكشفها لوسي في السطور التالية.
كيف تصفين شخصية فايزة الشبح التي تقدمينها في مسلسل "فهد البطل"؟
الشخصية تحمل الكثير من المفاجآت، ولا يمكن وصفها بالطيبة المطلقة أو الشر المطلق، هناك تحولات درامية واضحة في تصرفاتها، حيث يجد المشاهد نفسه متعاطفًا معها في لحظة، ثم ضدها في لحظة أخرى.
فايزة تشبه الواقع، فالبشر ليسوا مثاليين، كل شخص لديه خير وشر بنسب متفاوتة، فهناك من يغلب عليه الخير وآخر يغلب عليه الشر، لكن لا يوجد إنسان خالٍ تمامًا من المشاعر السلبية كالحقد أو الغضب، الأمر كله يعتمد على الظروف التي يمر بها الشخص.
هل ترين أن "فايزة" تعكس نموذجًا واقعيًا؟
نعم، فالشخصية تجسد نموذجًا واقعيًا للمرأة المصرية التي تمتلك مزيجًا من الصفات المختلفة، فهي جدعة، قوية، تتحمل المسؤولية، وتعرف كيف تواجه التحديات، في الوقت نفسه، تمتلك صفات أخرى مثل العند والإصرار على استعادة حقها. هي تلك المرأة التي تشمر عن ساعديها وتعمل من أجل أسرتها، ويمكن أن تجدها في السوق تكافح من أجل لقمة العيش.
تمر الشخصية بتحولات درامية برأيك هل يغلب عليها الشر أم الخير؟
الشخصية مزيج من الخير والشر مثل أي شخص، وكل موقف يحدد الجانب الذي يطغى، عندما تتعرض للظلم، تصبح حادة وقوية، وعندما تجد من يساندها، تظهر الجانب الطيب بداخلها.
فايزة تعرف كيف تحصل على حقها ولا تتركه يضيع، فهي تطبق " السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم" لكنها لا تتعدى الحدود، فهي لا تلجأ للعنف، لكنها أيضًا ليست ضعيفة أو مستسلمة.
الشخصية في الأساس ضد العنف، لكنها تعيش وسط بيئة صعبة وأشخاص قساة، لذا فهي مضطرة لرفع صوتها والتعامل بقوة، في بعض الأحيان، قد تجد نفسها في مواقف خطيرة، لكنها ليست من الشخصيات التي تسفك الدماء بسهولة، في النهاية، كل شيء يعتمد على الأحداث التي ستكشفها الدراما.
برأيك ما الذي يدفع فايزة الشبح للتصرف بهذه القوة؟
هي امرأة تعرف كيف تفرض نفسها في وسط مليء بالتحديات، وتدرك أن حقوق المرأة قد تكون مهضومة أحيانًا، لذا تسعى لاستعادتها سواء بالقوة، أو بالصوت العالي، أو بالنفوذ، سواء كان ماديًا أو أدبيًا أو حتى نفسيًا، هي شخصية درامية، ولكن تعكس واقع الكثير من السيدات في مجتمعنا.
أنا أحضر للشخصية منذ شهر سبتمبر الماضي، سواء الذهب أو الإكسسوارات والملابس والشنط، وهي سيدة غنية تمتلك نصف شق التعبان والجمهور يري أماكن لأول مرة يتم التصوير فيها، ولديها مصنع رخام، كل ديكوري في شق التعبان وفيلا بسيطة رغم أن لديها ثروة تؤهلها للعيش في قصر، وصورنا في مصنع الرخام الكبير الذي لم يدخله أحد من قبل.
ما الذي يميز هذه الشخصية عن أدوارك السابقة؟
الاختلاف يكمن في تفاصيلها وتركيبتها النفسية، فايزة ليست مجرد امرأة قوية، لكنها تمتلك حيلة ودهاء يجعلها قادرة على التعامل مع محيطها بذكاء، كما أن طبيعة عملها تفرض عليها أن تتعامل مع "وحوش"، لذا فهي مضطرة إلى أن تكون قوية كي لا يتم استغلالها أو تهميشها.
كيف رأيت تفاعل الجمهور مع الشخصية؟
وصلتني ردود فعل كثيرة، وأعتقد أن السبب وراء هذا التفاعل لأنها تعكس شخصيات حقيقية نراها في حياتنا اليومية، في النهاية، نحن نقدم دراما تمزج بين الخيال والواقع، وبين الحبكة الدرامية والتفاصيل الإنسانية التي تجعل المشاهد يشعر أنه يرى نفسه أو شخصًا يعرفه في هذه الشخصية.
كيف كان التعاون مع الفنان أحمد العوضي في المسلسل؟
أنا أحب أحمد العوضي جدًا، وعلى المستوى المهني أحترم عمله وطريقته وتفكيره، لأنه شخص لديه رؤية ويعرف ما الذي يفعله، فهو يعمل بجد ويكافح ليصل، وليس من الأشخاص الذين يعتمدون على الحظ أو الظروف، أراه رجلًا "نحت في الصخر" ليحقق النجاح الذي وصل إليه الآن.
لو لم يكن قد حقق أعلى نسب مشاهدة في السنة الماضية والتي قبلها، لما كانت الشركات المنتجة قد سعت وراءه وأنتجت له أعمالًا خاصة به، ببساطة، الشركات تبحث عن نجم يحقق لها النجاح، سواء كان ممثلًا ممتازًا أو يحقق نسب مشاهدة عالية، وأحمد يمتلك الاثنين.
أما على المستوى الإنساني بعد أن عملت معه، فإن أحمد العوضي "رجل حقيقي"، بمعنى الكلمة فهو شخص جدع وابن بلد حقيقي، متواضع جدًا، ويتعامل مع الناس بحب، رأيت ذلك بعيني في الكواليس، عندما يركض الأطفال نحوه ويحضنهم من قلبه، رغم أننا كنا نصور في ظروف صعبة، فشخصيته قريبة جدًا من الناس، وهذا أحد أسرار نجاحه.
أما على مستوى التمثيل أحمد العوضي ممثل ليس سهلًا، لديه حضور قوي جدًا على الشاشة، من الأشياء التي تميّزه أيضًا صوته، وهذه ميزة ليست موجودة عند كل الممثلين، هناك العديد من النجوم الذين كان صوتهم علامة مميزة مثل فريد شوقي، توفيق الدقن، ورشدي أباظة، وأحمد العوضي يمتلك هذه الميزة، فصوته مختلف ويصل بسرعة للمشاهد.
كما أنه يعرف كيف يتلون في أدواره، ويمتاز بقدرته على التحدث بلهجات مختلفة، وهذا شيء مهم جدًا لأي ممثل ناجح. هو لا يعتمد فقط على مظهره أو كاريزمته، بل يمتلك أدوات التمثيل القوية التي تجعله قادرًا على تقديم أي شخصية بإقناع.
يرى البعض أن العوضي حصر نفسه في الأدوار الشعبية، فما تعليقك؟
الموضوع ليس حصرًا، بل هو اختيار الأنسب له. كما أنني أختار ما يليق بي في ملابسي، يجب على الفنان اختيار الأدوار التي تناسبه.
هناك من يسأل لماذا يقدّم دائمًا دور "ابن البلد" أو "الشاب الشعبي"، وأنا أقول لهم: هو يحب أن يكون هكذا، فلماذا يجب أن يزعجهم هذا؟ لماذا نريد تغيير شخصية حقيقية وجذابة للجمهور؟ هو اختار أن يكون من مناطق مثل إمبابة، بولاق، المطرية، وعين شمس، وهي مناطق شعبية مليئة بالقصص والحكايات الواقعية، التي تقترب من الناس.
في الماضي، ظل فريد شوقي لسنوات طويلة يعتبر "وحش الشاشة" و"نجم الترسو"، ولم يقل أحد إنه حصر نفسه، بل بالعكس، كان الناس يحبونه هكذا، وأحمد العوضي اليوم هو نجم الشعبيات بنفس القوة.
هل ترين أن أحمد العوضي امتداد لأحد من النجوم الكبار؟
لا يوجد شيء اسمه امتداد، فكل فنان له شخصيته وبصمته الخاصة. عبد الحليم حافظ لم يكن امتدادًا لأحد، وهاني شاكر ليس امتدادًا لعبد الحليم. أنا شخصيًا لا أعتبر نفسي امتدادًا لتحية كاريوكا أو سامية جمال، لكنني من مدرستهم، استفدت منهم وتعلمت الكثير، ولكن هذا لا يعني أنني نسخة منهم.
الناس يحبون إطلاق مسميات مثل "خليفة فاتن حمامة"، أنا مثلا أحب ماجدة الصباحي وتعلمت منها الكثير ولكن لست خليفة لها، والحقيقة أنه لا يوجد شخص يمكن أن يكون خليفة لآخر. كل نجم هو حالة خاصة، أحمد العوضي ليس امتدادًا لأحد، هو أحمد العوضي.
ما الذي تعلمتيه من ماجدة الصباحي؟
تعلمت من تفكيرها، وليس من السهولة تقديم شخصية مثل "جميلة بوحريد".
هل هناك أعمال ندمتِ على المشاركة فيها؟
أنا لا أؤمن بالندم، لأن كل تجربة أمر بها تكون درسًا لي، قد يكون هناك عمل تم تنفيذه بشكل مختلف عما كنت أتخيله، أو أن الإنتاج لم يكن بالمستوى المطلوب، لكنني لم أقل "يا ليتني لم أقم به". فأنا أرى أن كل شيء أتعلم منه.
الفارق كبير بين الندم وبين أخذ الدروس من التجارب، أنا لست من النوع الذي ينظر إلى الماضي بحسرة، بل دائمًا ما أكون متفائلة، حتى مع الأشياء التي يراها البعض سيئة، مثل "القطة السوداء"، فأنا أحبها جدًا!.
ففي مسلسل "أرابيسك" كانت تأتي لي قطة سوداء تجلس بجواري فكنت لا أتشاءم منها بل أسبح وأذكر الله، وأنا متزوجة رجل نوبي من أسوان في حين أن ابني أبيض وعينه ملونة فهي خلقة ربنا.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ خلال تصوير "فهد البطل"؟
التصوير كان في ظروف صعبة جدًا، حيث كنا نصور وسط الأتربة، وكان الجو باردًا جدًا، وأنا لدي حساسية في الجيوب الأنفية، مما جعلني أتعب جدًا بسبب التراب والهواء، ولكن رغم ذلك، عندما أكون أمام الكاميرا، أنسى أي تعب أو برد.
أنا من النوع المختلف في التصوير، قد يكون عندي حرارة مرتفعة جدًا، لكن فور نزولي للتصوير، أجد نفسي أعمل بكل طاقتي، وبعد انتهاء المشهد، أعود للشعور بالتعب مرة أخرى. العمل بالنسبة لي أمر مقدس، ولا يؤثر فيه لا الحرارة ولا التعب.
يُطلق عليكِ البعض لقب "غول تمثيل"، كيف ترين هذا الوصف؟
لا أعرف لماذا يطلقون عليّ هذا اللقب، لكن ربما لأنني عندما أمثل، أكون في حالة مختلفة تمامًا، عندما أدخل في الدور، أعيشه بكل تفصيله، وليس فقط أقول الكلمات وانتهى الأمر، ربما هذا هو السبب الذي يجعل الناس يشعرون أنني أحب التمثيل بكل جوارحي، وهذا أمر حقيقي فعلاً.