مع معاناة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، أخيرًا مع المرض، تواجد في المستشفى جيميلي بوليكلينيك بروما، والذي بات وجهته لتلقي العلاج إذ تعد تلك المرة الرابعة التي يتواجد فيها في ذاك المستشفى.
في ثمانينيات القرن العشرين، أنشأ جيميلي جناحًا بابويًا خاصًا، لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم، ودخل البابا فرنسيس (88 عامًا) مستشفى جيميلي في روما في 14 فبراير الماضي بسبب عدوى تنفسية حادة تطلبت علاجًا مستمرًا.
قال الفاتيكان، إن البابا فرنسيس يُظهر "استجابة جيدة" للعلاج الذي يتلقاه في المستشفى جراء الإصابة بالتهاب رئوي مزدوج، وأن حالة الباب فرنسيس العامة تشهد تحسنًا تدريجيًا.
تلقى البابا فرنسيس العلاج في مستشفى جيميلي عدة مرات، ففي عام 2013، خضع لعملية جراحية في القولون، وفي مارس 2023، عولج من التهاب الشعب الهوائية المعدي، وخضع لعملية جراحية لفتق معوي في وقت لاحق من ذلك العام.
ويتواجد البابا فرنسيس، في الجناح البابوي في الطابق العاشر، إذ يبلغ مساحته حوالي 200 متر مربع، ويضم عدة غرف، منها كنيسة صغيرة وغرفة معيشة.
وإلى جانب غرفة النوم والحمام، توجد غرفة معيشة مزودة بأريكة سرير لمساعديه، ومصلى به ركوع وصليب كبير، حيث يمكن للبابا حضور القداس أو الاحتفال به وتلاوة الصلوات.
يتم حراسة الممر الطويل المؤدي إلى الجناح من قبل شرطة الدولة الإيطالية وقوات الدرك في الفاتيكان وأمن المستشفى، ورغم أن الجناح البابوي مخصص للباباوات فقط، ولكن يتم علاج المرضى الآخرين في نفس الطابق، هناك شرفة حيث يمكن للبابا الظهور لتحية محبيه.
ولدى الكرسي الرسولي اتفاقية مع جيميلي لاستقبال الباباوات كقاعدة عامة، إذ إن البابا فرنسيس، ليس أول من يمر عبر هذا المركز ورغم أن البابا بنديكت السادس عشر لم يدخل المستشفى قط، فإنه ذهب، على سبيل المثال، لزيارة شقيقه جورج في 2014.
وكان البابا يوحنا بولس الثاني هو الذي أمضى أطول وقت في مستشفى بمقدار 153 يومًا في فترات مختلفة.
كان البابا البولندي أول بابا يقصد هذا المستشفى للعلاج، عندما أصيب البابا يوحنا بولس الثاني برصاصة في ساحة القديس بطرس عام 1981، تقرر نقله إلى هذا المستشفى، حيث خضع لعملية جراحية استغرقت ست ساعات لإزالة الرصاصة.
منذ ذلك العام وحتى وفاته عام 2005، أُدخل المستشفى ما يصل إلى عشر مرات، ولذلك، يُقام تمثال كبير له فوق مدخل المستشفى، ولُقّب جيميلي بـ"الفاتيكان الثالث"، الأول باسم "القديس بطرس"، والثاني باسم "قلعة جاندولفو"، المقر الصيفي للباباوات.
وسمي المستشفى على اسم الراهب الفرنسيسكاني، الطبيب أغوستينو جيميلي، وعلاوةً على ذلك، كان البابا بيوس الحادي عشر هو من تبرع بالأرض عام 1934 لبناء هذا المركز الجامعي الكاثوليكي، الذي افتُتح في ستينيات القرن الماضي ولم يتوقف عن النمو منذ ذلك الحين، وهو مستشفى بدأ بسبعين سريرًا، ويضم الآن أكثر من ١٥٠٠ سرير.
كما يتصدر مستشفى جيميلي قائمة أفضل المستشفيات، ويعتبره الكثيرون الأفضل في إيطاليا، ومن أهمها في أوروبا والعالم.
قال الدكتور سيرجيو ألفيري، أحد أطباء البابا في المؤتمر الصحفي الذي عقد في الحادي والعشرين من فبراير الماضين إن البابا ليس مريضًا عاديًا، إلا أن العلاج الطبي الذي يتلقاه ليس خاصًا؛ فهو يُجرى مع كل مريض يمر عبر جيميلي.