انقلب الحال في مدينة كورسك الروسية رأسًا على عقب، بعد هجوم خاطف للجيش الأوكراني، والسيطرة على أجزاء كبيرة من المدينة، استطاعت القوات الروسية حصار الجيش الأوكراني، وسط انسحاب كبير في الآونة الأخيرة، ما دفع الرئيس الروسي لزيارة الجبهة الروسية لأول مرة، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن منطقة كورسك الحدودية الروسية لأول مرة منذ غزو القوات الأوكرانية، أمر فيها الرئيس الروسي قواته بطرد الوحدات الأوكرانية المتبقية من كورسك.
وظهر بوتين في التلفزيون الرسمي الروسي، وهو يرتدي زيًا عسكريًا أثناء زيارته لمركز تحكم يستخدمه الجيش، كانت هذه الزيارة الأولى لرئيس الكرملين إلى هذا الجزء من الجبهة.
وقال الرئيس الروسي أمام القادة العسكريين المجتمعين: "في الواقع، يتعين علينا هزيمة الأوكران، الذي تحصن في منطقة كورسك وما زال يقوم بعمليات دفاعية هنا، في أقصر وقت ممكن".
أعلن رئيس هيئة الأركان الروسي فاليري جيراسيموف أن الوحدات الأوكرانية في كورسك أصبحت محاصرة، وأن القوات المسلحة الروسية استعادت أكثر من 1100 كيلومتر مربع.
تقع منطقة كورسك في غرب روسيا وتحدها منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا، عبرت القوات الروسية الحدود في أغسطس وتقدمت إلى داخل الأراضي الروسية، وسيطر الجيش الأوكراني على مساحة لا تقل عن 1300 كيلومتر مربع.
واستمع بوتين إلى تقرير رئيس هيئة الأركان العامة، وقال إن روسيا يجب أن تعامل الجنود الأوكرانيين الذين تم أسرهم في كورسك باعتبارهم إرهابيين، وأن روسيا لا تنوي توسيع نطاق اتفاقيات جنيف لتشمل الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب أوكرانيا.
وحاولت الحكومة في كييف التقدم في كورسك في ذلك الوقت باعتباره محاولة لتأمين نفوذ لها في المفاوضات المستقبلية، وإجبار روسيا على سحب قواتها من شرق أوكرانيا، وفي الأيام الأخيرة، شنت روسيا هجومًا واسع النطاق بالمظليين من عدة اتجاهات لقطع خطوط الإمداد الأوكرانية وطرق الانسحاب المحتملة.
بدوره أشار قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي إلى انسحاب جزئي لقواته، قائلاً: "في أصعب الظروف، كانت أولويتي ولا تزال هي إنقاذ أرواح الجنود الأوكرانيين، لتحقيق هذه الغاية، ستنتقل وحدات قوات الدفاع إلى مواقع أكثر ملاءمة إذا لزم الأمر".