قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن المملكة المتحدة "ستُبقي كل الخيارات على الطاولة" للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم، بينما أصر الأخير على توسعة دائرة المواجهة، بعد أن انتقد السياسات الضريبية في إيرلندا، مُهددًا بتصعيد الحرب التجارية مع حلفاء أوروبا.
وخلال جلسة أسئلة رئيس الوزراء في البرلمان البريطاني، اليوم الأربعاء، دعا النائب إيد ديفي رئيس الوزراء إلى أن يكون "أكثر قوة" مع دونالد ترامب، وأن يسافر إلى كندا في أقرب وقت ممكن لإظهار وقوف المملكة المتحدة معها "ضد تهديدات وتعريفات ترامب"؛ كما نقلت صحيفة "ذا تليجراف".
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كندا بأنها "حليف مهم للغاية" بالنسبة لبلاده، وقال: "قد تحدثت إلى حلفائنا في مناسبات عديدة حول الوضع في كندا".
وأضاف: "فيما يتعلق بمسألة الرسوم الجمركية، أشعر، كغيري، بخيبة أمل إزاء فرض رسوم جمركية عالمية على الصلب والألومنيوم. لكننا سنتخذ نهجًا عمليًا. نحن نتفاوض على صفقة اقتصادية تغطي وستشمل التعريفات الجمركية إذا نجحنا، لكننا سنُبقي جميع الخيارات على الطاولة".
وفي وقت سابق على حديث ستارمر، كانت المملكة المتحدة تُبقي موقفها هادئًا بشأن هجمات ترامب الجمركية على حلفائه.
وكانت النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو" نقلت عن مسؤول من وزارة الأعمال والتجارة البريطانية: "لن نتخذ أي رد فعل انفعالي"، مشيرًا إلى أن الحكومة تُؤكد أن المملكة المتحدة "ستستمر في اتباع نهج هادئ" تجاه التعريفات الجمركية وسياسة ترامب التجارية العدائية.
ضد إيرلندا
بينما يُعِّد ستارمر خياراته، يستمر الرئيس الأمريكي في توسعة حربه التجارية على الحلفاء، حيث انتقد ترامب إيرلندا لاستخدامها سياساتها الضريبية لجذب الشركات الأمريكية، كما هدّد بتصعيد حربه التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
وفي كلمة ألقاها في المكتب البيضاوي بجوار رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن، انتقد ترامب استخدام إيرلندا لنظامها الضريبي لجذب شركات الأدوية وغيرها من الشركات.
وقال: "لدينا عجز كبير مع إيرلندا، لأن إيرلندا كانت ذكية للغاية. لقد سلبوا شركاتنا الدوائية من رؤساء لم يكونوا على دراية بما يفعلونه، ومن المؤسف حقًا أن يحدث ذلك"؛ مشيرًا إلى أنه لو كان رئيسًا عندما بدأت إيرلندا في استخدام نظامها الضريبي لجذب الشركات الأمريكية، لكان قد اتخذ إجراء انتقاميًا.
كانت دبلن فرضت معدل ضريبة على الشركات بنسبة 12.5% في عام 1997، ما أدى إلى تسجيل بعض الشركات الأمريكية الكبرى إيرادات ضخمة في البلاد.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "عندما بدأت شركات الأدوية بالذهاب إلى إيرلندا، كنت سأقول إنه لا بأس إذا كنت تريد الذهاب إلى إيرلندا، أعتقد أن هذا أمر رائع، لكن إذا كنت تريد بيع أي شيء في الولايات المتحدة، فسوف أضع تعريفة جمركية بنسبة 200% عليك حتى لا تتمكن أبدًا من بيع أي شيء في الولايات المتحدة".
وتساءل: "هل تعلمون ماذا كانوا سيفعلون؟ كانوا سيبقون هنا"؛ متابعًا أنه يكنُّ احترامًا كبيرًا لإيرلندا وما فعلته "وكان ينبغي عليها أن تفعل ما فعلته، لكن ما كان ينبغي للولايات المتحدة أن تسمح بحدوث ذلك".