في مكان غير معلوم، بالقرب من الحدود البولندية الأوكرانية، قرب خط النار، التقى أعلى جنرال في البنتاجون، اليوم الثلاثاء، لأول مرة شخصيًا مع نظيره الأوكراني، في موقف حمل رمزًا ورسالة واضحة للدعم الأمريكي غير المحدود لكييف، لا سيما في وقت تترقب فيه الأخيرة الحصول على مساعدات غربية جديدة تشمل دبابات ليوبارد الألمانية.
التقى رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، ونظيره الأوكراني فاليري زالوچني، اليوم الثلاثاء، في أول اجتماع شخصي بينهما بعد ما يقرب من عام من الاجتماعات عن بُعد منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وذلك بحسب وكالة "رويترز".
الاجتماع يأتي بينما تبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها توسيع ترسانة الأسلحة التي يقدمونها لأوكرانيا، بما في ذلك المركبات القتالية الأمريكية المتقدمة والدبابات الأوروبية ومجموعة من المعدات الأخرى.
موقع غير معلوم
مُستقلًا سيارة خاصة، سافر الجنرال مارك ميلي من قاعدة في بولندا تستخدم لتوجيه المساعدات إلى أوكرانيا، صباحًا، إلى موقع غير معلوم بالقرب من حدود البلدين، وعلى مقربة من مناطق الصراع الذي خلف نحو أكثر 100 ألف قتيل من الجانبين، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
دلالة اللقاء وتوقيته
رتب الأطراف المعنية للقاء بعد التأكد من أن قائد الجيش الأوكراني لن يتمكن من حضور اجتماع مقرر، يوم غد، لكبار المسؤولين العسكريين في حلف شمال الأطلسي ببروكسل. وفق المتحدث باسم الجيش الأمريكي العقيد ديفيد بتلر، وعن اللقاء الأول من نوعه، أكد "بتلر" أن كلا المسؤولين اعتقدا أن اجتماعهما بصفة شخصية يحمل أهمية كبيرة.
أوضح "بتلر": "اعتقد كلاهما أن اللقاء كان مهمًا، فعندما يتحدث مسؤولان عسكريان رفيعا المستوى إلى بعضهما البعض، وكل منهما ينظر في عيني الآخر بشكل مباشر، يكون موضوع الحديث مهمًا للغاية". وفق ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
لم تشكل الزيارة مخاوف أمنية كبيرة على "ميلي"، بحسب "بتلر" الذي أوضح أن الجنرال الأمريكي أراد أن يُطلع نظيره الأوكراني على انطباعاته عن الوحدة الأوكرانية التي بدأت للتو في التدريب تحت إشراف الجنود الأمريكيين بألمانيا بعد زيارته لهم يوم أمس، وأعلن ميلي خلال زيارته، أمس، لساحة تدريب تقع في مدينة "جرافنفير" الألمانية، أن كتيبة تضم نحو 500 جندي أوكراني ستعود إلى "ساحة المعركة" بعد 5 إلى 8 أسابيع.
وقامت الولايات المتحدة بتدريب أكثر من 3.1 ألف عسكري أوكراني على كيفية استخدام وصيانة أنواع معينة من الأسلحة والمعدات، بما في ذلك مدافع الهاوتزر والمركبات المدرعة وأنظمة "هيمارس"، وأراد "ميلر" أيضًا، مناقشة الاحتياجات الأوكرانية مع نظيره الأوكراني، خلال لقائهما اليوم، قبل اجتماع دوري، موعده في وقت لاحق من هذا الأسبوع بين أوكرانيا والشركاء الدوليين الذين ساندوا كييف عسكريًا منذ بدء الصراع في فبراير الماضي. وفق المتحدث باسم الجيش الأمريكي.
احتياجات عاجلة للجيش الأوكراني
أضاف العقيد ديفيد بتلر، المتحدث باسم الجيش الأمريكي، أن الجنرال مارك ميلي، أمضى بضع ساعات مع قائد الجيش الأوكراني، بصحبة مجموعة تضمنت خمسة أمريكيين آخرين ، بينهم مترجم وأفراد أمن، ورغم أنه لا تزال تفاصيل الاجتماع غير معلومة، إلا أن قائد الجيش الأوكراني أعلن أنه ناقش مع نظيره الأمريكي "الاحتياجات المُلحة" لقواته المسلحة.
وكتب "زالوچني" في بيان على موقع "تليجرام": "لقد أوجزت خلال الاجتماع الاحتياجات المُلحة للقوات المسلحة الأوكرانية والتي ستسرع انتصارنا".
مساعدات مرتقبة لأوكرانيا قد تشمل دبابات ليوبارد
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن إمدادات أسلحة جديدة إلى كييف عقب اجتماع مجموعة الاتصال حول دعم أوكرانيا في القاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا يوم الأربعاء المقبل، وقد تشمل المساعدات تسليم دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، بحسب تصريحات ينس ستولتنبرج، أمين العام حلف الناتو، يوم الأحد الماضي.
واتفق المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق، على إرسال معدات عسكرية ثقيلة إلى كييف، كما أعلنت برلين عن استعدادها لتوريد مركبات مشاة قتالية من طراز "ماردر"، وأنظمة دفاع جوي "باتريوت"، إلى أوكرانيا، ومن المنتظر أن تكون أولى مهام وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس، بعد أن تقدمت كريستينا لامبرشت باستقالتها وسط تزايد الشكوك في قدرتها على تحديث الجيش على خلفية الحرب في أوكرانيا، كما أعلنت بريطانيا، السبت الماضي، أنها سترسل إلى أوكرانيا 14 من دباباتها القتالية من طراز "تشالنجر 2"، بالإضافة إلى دعم مدفعي متقدم آخر في الأسابيع المقبلة.