في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا سلاحًا ذا حدين، جاء المسلسل المصري "أثينا"، ليكشف الوجه الخفي لعالم الإنترنت المُظلم والجريمة الإلكترونية في إطار درامي مشوّق، إذ تدور أحداثه حول "نادين" -وتجسد دورها الفنانة ريهام حجاج- مراسلة صحفية تجد نفسها وسط مؤامرة معقدة تتعلق بتطورات تقنية غامضة قد تغير مستقبل البشرية.
العمل الذي يشارك في بطولته نخبة من النجوم بينهم أحمد مجدي، وسوسن بدر، ومحمود قابيل، وسلوى محمد علي، ونبيل عيسى"، تأليف محمد ناير، وإخراج يحيى إسماعيل.
مخاوف كثيرة
يؤكد المخرج المصري يحيى إسماعيل لموقع "القاهرة الإخبارية" أن فكرة المسلسل جاءت عن طريق المؤلف محمد ناير، وعندما عرضها عليّ تحمست للغاية كون أن العمل يتناول قضايا مختلفة ويسلّط الضوء على خطورة الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا وما لهما من مخاوف كثيرة، وفكرة أنه من خلال الذكاء الاصطناعي قد تختفي وظائف كثيرة وقد يتعرض الإنسان للابتزاز من خلال صور ومقاطع مرئية لا تمسه بصلة، فكانت فرصة أن نتحدث عن هذه المخاوف من خلال قصة إنسانية حول "نادين" التي تفقد شقيقتها نتيجة الانتحار ".
ويضيف: "في بداية الأمر كنت والمؤلف محمد ناير خائفين من صعوبة الفكرة على استيعاب الجمهور لذا حرصنا على تبسيطها بشكل كبير ووضعها في قالب إنساني حول صراعات ومشكلات الأشخاص العاديين ومع ذلك نضيف فكرة السوشيال ميديا وخطورتها".
وتابع: "المسلسل يوصّل رسائل غير مباشرة من خلال التحدث عن وجود أناس ضعيفة نفسيًا أو عندها مداخل أن الناس تضغط عليها لدرجة الانتحار، لذا لا بد أن يكون لدينا حصانة نفسية وثبات انفعالي كبير يجعلنا قادرين على مواجهة هذه الصراعات".
مغامرة
يشيد مخرج مسلسل "أثينا"، بالتعاون مع بطلة العمل ريهام حجاج، وحول ذلك يقول: "ريهام على المستوى الشخصي حماسية ولطيفة للغاية وتحاول اكتشاف مناطق جديدة في نفسها ومستعدة للمغامرة، وهذا أول تعاون يجمعني بها، وشعرت من خلال العمل أنها متحمسة ومتعاونة وتحب التجربة وتقديم المختلف وهذا ما شجعني للعمل معها".
تحدٍ وصعوبة
وحول تشبيه الجمهور لريهام حجاج بشخصية الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة، قال: "لم يكن مقصودًا أن تمثل ريهام شخصية شيرين لكن فكرة أنها تمثل الصحافة وتنقل البث من الحروب جعل الجمهور يربط ذلك بشيرين أبو عاقلة، وكان المقصود هو تاريخ الشخصية وشعورها بالعجز وهي ترى أناسًا يموتون ودمارًا حولها وليس بيدها شيء".
ويضيف: "كواليس هذا المشهد كانت صعبة للغاية وتطلبت مني جهدًا كبيرًا لما فيه من دمار وانفجارات وحرائق ورصاص وإسعاف، فكانت هناك تفاصيل كثيرة بجانب كيفية توفير مكان يشبه ما يحدث في فلسطين أو لبنان ".
وتابع: "ردود فعل الجمهور على المسلسل من بداية رمضان حتى الآن مبشرة لدرجة كبيرة، لذا فأنا فخور بهذه التجربة وأتمنى أن تصل فكرتنا لأكبر عدد من الجمهور وتنال إعجابهم".