الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحديات صعبة.. 3 سيناريوهات للدعم العسكري تحدد مصير أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الدعم العسكري الأمريكي والأوروبي حجر الأساس في قدرتها على الصمود

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

تعيش أوكرانيا اليوم واحدة من أكثر الفترات المصيرية في تاريخها الحديث، إذ تواجه تحديات غير مسبوقة تهدد بقاءها كدولة مستقلة ذات سيادة، فمنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كان الدعم العسكري الأمريكي والأوروبي حجر الأساس في قدرتها على الصمود، لكن التطورات السياسية الأخيرة في الولايات المتحدة قد تلقي بظلال قاتمة على مستقبل هذا الدعم، ما يضع كييف أمام خيارات صعبة.

ويستعرض تحليل صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، وضع المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وآثار تراجعها المحتمل، إضافة إلى آفاق المستقبل التي تواجهها كييف في ظل هذا الوضع المتأزم.

التمويل الأمريكي.. أين وصل؟

خصص الكونجرس الأمريكي 86 مليار دولار لدعم أوكرانيا عسكريًا عبر خمس حزم تمويلية، آخرها تمت الموافقة عليها في أبريل 2024، لكن المؤشرات تشير إلى أن إدارة الرئيس ترامب غير متحمسة للموافقة على المزيد من المساعدات، ما يهدد استمرارية هذا الدعم الحاسم.

تتم عمليات نقل المعدات العسكرية عبر ثلاث آليات رئيسية، هي: سلطة خفض القوات الرئاسية، وتسمح بالإفراج الفوري عن المعدات من مخزون الجيش الأمريكي، ومبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا (USAI) التي تموِّل شراء الأسلحة مباشرة من المُصنِّعين، وأخيرًا التمويل العسكري الأجنبي الذي يمكِّن أوكرانيا من شراء المعدات من الشركات الأمريكية.

وحاليًا، لا تزال هناك معدات متبقية قيد التسليم، إلا أن التمويل المستقبلي يظل موضع شك، ومع استنفاد الحزم التمويلية باتت وزارة الدفاع الأمريكية تتردد في إرسال المزيد من المعدات دون ضمانات استبدالها.

هل انتهت المساعدات الأمريكية؟

على الرغم من التحديات، فإن تدفق المعدات لن يتوقف على الفور، إذ لا تزال هناك عقود قائمة تضمن استمرار عمليات التسليم حتى عام 2025، ومع ذلك، فإن قرار إدارة ترامب قد يحدد إلى أي مدى ستظل هذه المساعدات قائمة، خاصة أن البدائل الأوروبية لا تملك نفس القدرات الإنتاجية.

كانت أوروبا لاعبًا رئيسيًا في دعم أوكرانيا، وقدمت مساعدات عسكرية بمعدل 1.8 مليار دولار شهريًا، كما وافق الاتحاد الأوروبي على استخدام الأصول السيادية الروسية المجمدة لدعم الاحتياجات العسكرية لكييف، ومع ذلك فإن قدرة أوروبا على تعويض الفراغ الأمريكي تظل محدودة بسبب التحديات اللوجستية وضعف الإنتاج العسكري مقارنة بالولايات المتحدة.

خطوة نحو الاكتفاء الذاتي

تمكنت أوكرانيا، بدعم استثماري كبير، من تطوير صناعتها الدفاعية المحلية، وخاصة في مجالات الطائرات المُسيّرة والمدفعية، ومع ذلك لا يزال الإنتاج المحلي غير كافٍ لتغطية الاحتياجات القتالية على نطاق واسع، ما يجعل البلاد معتمدة إلى حد كبير على الدعم الخارجي.

في ساحة المعركة، لا تزال الحرب في حالة جمود، لكن روسيا تمتلك المبادرة، مستفيدة من قدرتها على تعزيز قواتها رغم الخسائر الفادحة، ومع إن وصول المساعدات الأمريكية المقررة لعام 2025 قد يعزز موقف أوكرانيا، فإن استمرار النزاع يتوقف على مدى قدرة كييف على الحفاظ على تدفق الذخائر والمعدات.

سيناريوهات مستقبلية

وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، يعتمد مستقبل أوكرانيا على مدى استمرارية الدعم العسكري الدولي، ويمكن تلخيص السيناريوهات المحتملة كما يلي:

سيناريو الاستقرار المؤقت: استمرار المساعدات الأمريكية والأوروبية، ما يسمح لأوكرانيا بتثبيت خطوطها الدفاعية، ومنحها وقتًا أكبر لإجراء مفاوضات سلام من موقع قوة.

سيناريو التراجع التدريجي: تراجع الدعم الأمريكي مع الإبقاء على المساعدات الأوروبية، ما يضعف القدرة الأوكرانية على الاحتفاظ بمواقعها، ويفتح المجال أمام تقدم روسي بطيء لكنه ثابت.

سيناريو الانهيار العسكري: توقف كامل للمساعدات الأمريكية والأوروبية، ما يؤدي إلى استنزاف الجيش الأوكراني، وإجبار كييف على قبول شروط سلام غير مواتية.

وتواجه أوكرانيا لحظة حاسمة في تاريخها، إذ يعتمد بقاؤها كدولة مستقلة على استمرار الدعم العسكري الغربي، وبينما تبقى قرارات إدارة ترامب بشأن المساعدات الأمريكية عاملاً حاسمًا، فإن البدائل الأوروبية والإنتاج المحلي قد يلعبان دورًا في ملء الفراغ، ولو جزئيًا.