يدرس بعض حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، تقليص حجم المعلومات الاستخباراتية التي يتقاسمونها مع واشنطن، ردًا على نهج إدارة ترامب التصالحي الحالي تجاه روسيا، ما يهدد تحالف العيون الخمس التجسسي.
ويعد تحالف "العيون الخمس" أقوى تحالف تجسسي بالعالم، يعود تاريخه إلى أربعينيات القرن العشرين، وتم تشدينه لمواجهة الاتحاد السوفييتي في أثناء الحرب الباردة، وتمكن بفضل التعاون الاستخباراتي بين أعضائه من إحباط عدة مؤامرات إرهابية في العقود الأخيرة.
نهج تصالحي
ومع تحول البيت الأبيض تجاه روسيا، واتخاذ نهج تصالحي مع الرئيس الروسي، تحت قيادة دونالد ترامب، يدرس حلفاء العيون الخمس، بحسب شبكة إن بي سي نيوز، تقليص حجم المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن.
وأكد مسؤولون في الأجهزة الاستخباراتية التابعة للتحالف، أن كل وكالة استخباراتية تتعامل مع التزاماتها تجاه العملاء الأجانب باعتبارها مُقدسة، وتتعهد بالحفاظ على سلامة العملاء وحماية هوياتهم.
حماية الأصول
ولكن مع تعرض هذا الالتزام للخطر من خلال أي شيء ينتهك تلك الثقة، ما يدفع الحلفاء وبعض أجهزة التجسس إلى الامتناع عن تبادل بعض المعلومات مع واشنطن، بسبب المخاوف بشأن حماية الأصول الأجنبية التي قد يتم الكشف عن هوياتها عن غير قصد.
وتجري الآن تلك المناقشات على قدم وساق، ووصفوها بأنها تأتي في إطار فحص أوسع لمجموعة العلاقات مع واشنطن بين العديد من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك الدبلوماسية والتجارة والتعاون العسكري، فضلًا عن المسائل الاستخباراتية.
تهديد كبير
وفي السياق ذاته، أبدى بعض ضباط الاستخبارات الأمريكيين السابقين قلقهم من أن إدارة ترامب قد تختار تقليص جمع المعلومات الاستخباراتية الموجهة إلى روسيا، لأن الولايات المتحدة ربما لم تعد ترى روسيا تهديدًا كبيرًا.
وتحول ذلك القلق بالنسبة لهم إلى مخاوف من تقاسم واشنطن بعض المعلومات الاستخباراتية الحساسة مع موسكو، إذ لم يعد يتم التعامل مع روسيا على أنها خصم بعد الآن بالنسبة لأمريكا، وكشف ذلك الأمر قيام البنتاجون بوقف العمليات السيبرانية الهجومية وجمع المعلومات ضد روسيا.
تكتيك ترامب
وحول مدى تأثر تحالف العيون الخمس بذلك الأمر، الذي يضم أمريكا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا وأستراليا وشركاء آخرين، يرى المسؤولون أن تفكيك الجانب الفني أمر معقد وصعب، مع هذا التحول الذي وصفوه بـ"التاريخي".
ولكن السيناريو الأكثر ترجيحًا يتمثل في حجب المعلومات الحليفة لبعض المعلومات الاستخباراتية من مصادر بشرية أو تحليلات من شأنها أن تسبب احتكاكًا مع البيت الأبيض.
وفي المقابل دافعت إدارة ترامب عن تعامل الرئيس الأمريكي مع موسكو، وفقًا للشبكة، باعتباره تكتيكًا مُصممًا لجلب موسكو إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي حربًا مزعزعة للاستقرار في أوروبا.