الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الترهيب لا يخيفنا".. الصين تزيد إنفاقها الدفاعي وتفرض رسوما جمركية في مواجهة ترامب

  • مشاركة :
post-title
أثارت القوة العظمى الآسيوية حالة من الانزعاج في الغرب بسبب خلال التحركات المتزايدة في آسيا والمحيط الهادئ

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في رد قوي على الولايات المتحدة، التي فرضت رسومًا جمركية بنسبة 20% على الصين لتقاعسها بشأن تدفق الفنتانيل إلى أمريكا"، زادت بكين من إنفاقها الدفاعي وفرضت رسومًا جمركية انتقامية على الواردات الأمريكية.

وفي تهديد مباشر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال دبلوماسيون صينيون مقيمون في أمريكا: "إذا كانت الحرب هي ما تريده الولايات المتحدة -سواء كانت حرب تعريفات أو حربًا تجارية أو أي نوع آخر من الحرب- فنحن مستعدون للقتال حتى النهاية"؛ كما أشارت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.

وردّت بكين على الإعلان الأمريكي بخططها لزيادة الإنفاق الدفاعي بنسبة 7.2%، وفرض رسوم جمركية متبادلة على بعض واردات الولايات المتحدة تتراوح بين 10 و15% اعتبارًا من 10 مارس الجاري.

وفي بيانات نُشرت على شبكة الإنترنت، حذّرت وزارة الخارجية الصينية والسفارة في واشنطن من أن "الترهيب لا يخيفنا"، وانتقدت ترامب لربطه بين الرسوم الجمركية وأزمة الفنتانيل.

تطوير الجيش

تأتي هذه اللغة النارية في الوقت الذي اجتمع فيه أعلى هيئة تشريعية في الصين في اجتماعات "الدورتين السنويتين" في بكين، حيث تم الكشف عن خطط لتعزيز الإنفاق الدفاعي.

وتعادل الزيادة في الإنفاق الصيني القفزة التي شهدتها العام الماضي، وترفع الميزانية الرسمية إلى نحو 1.78 تريليون يوان، في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى تحقيق هدف رئيسي، وهو تطوير الجيش، بحلول عام 2027.

وفي خطابه السنوي أمام الهيئة التشريعية، تعهد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، اليوم ببذل "أقصى الجهود" لتحقيق هذا الهدف، مضيفًا أن بكين "ستكثف التدريب العسكري والاستعداد القتالي من أجل حماية سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية بقوة".

وأثارت القوة العظمى الآسيوية حالة من الانزعاج في الغرب بسبب خلال التحركات المتزايدة في آسيا والمحيط الهادئ. بما في ذلك التدريبات الأخيرة بالذخيرة الحية قبالة الساحل الأسترالي، والتدريبات العسكرية بالقرب من تايوان وفيتنام، والمواجهات مع خفر السواحل الفلبيني في بحر الصين الجنوبي. وقد انتقدت اليابان وكوريا الجنوبية والهند هذه الاستعراضات العسكرية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم الكشف عن أن الصين تعمل على تطوير حاملة طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية، التي ستكون أكبر حجمًا وأكثر تقدمًا من أي سفينة في أسطولها، في محاولة لمنافسة الولايات المتحدة.

ورغم أن بكين لديها ثاني أكبر ميزانية عسكرية في العالم، فإنها تظل ضئيلة مقارنة بالإنفاق الأمريكي، حتى مع الأخذ في الاعتبار خطط ترامب لخفض الميزانية بنسبة 8% على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وتبلغ الميزانية العسكرية الأمريكية لعام 2025 نحو 850 مليار دولار. ورغم أن البنتاجون يقول إن الصين تنفق أكثر مما تعلنه -ما يصل إلى 450 مليار دولار- فإن المبلغ الرسمي لا يزال يمثل أقل من 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أقل من رقم الإنفاق الذي اقترحه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بنسبة 2.5%.

قيود اقتصادية

على الرغم من الخطاب القوي، قال المحللون إن الصين لا تستعد بشكل نشط للحرب. فقط جاءت لغة بكين قوية ردًا على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب -التي طالت أيضًا المكسيك وكندا- ودخلت حيز التنفيذ أمس الثلاثاء.

ورغم تحديد هدف نمو بنسبة 5% للعام الثالث على التوالي، تواجه الصين رياحًا اقتصادية معاكسة صعبة في الداخل، في حين أن الرسوم الجمركية الأمريكية، البالغة 10%، قد تضرب صناعة التصدير الحيوية لبكين بشدة.

وبينما تقدمت بكين بشكاوى إلى منظمة التجارة العالمية، لكنها ردت أيضًا على الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية تتراوح بين 10% و15% على واردات معينة اعتبارًا من 10 مارس الجاري، إضافة إلى قيود تصديرية جديدة على كيانات أمريكية معينة.

وفي المنشورات على موقع "إكس"، انتقدت وزارة الخارجية الصينية ترامب بشدة لربطه الحرب التجارية بأزمة الفنتانيل، بعد أن ألقى الرئيس الأمريكي باللوم على الصين وكندا والمكسيك لفشلها في وقف إمدادات المواد الأفيونية الصناعية إلى أمريكا.

وقالت بكين إن "قضية الفنتانيل هي ذريعة واهية لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية"، مضيفة أن "تدابيرنا المضادة للدفاع عن حقوقنا ومصالحنا مشروعة وضرورية تمامًا"؛ كما نقلت "ذا تليجراف".

وأضاف المنشور الصيني: "الترهيب لا يخيفنا. والتنمر لا يجدي نفعًا معنا. والضغط أو الإكراه أو التهديد ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين".