تواجه اليابان موجة مفاجئة من حرائق الغابات النادرة والمدمرة، لم تشهدها منذ أواخر الثمانينيات، إذ تواصل الانتشار وتدمير مدينة أوفوناتو الساحلية، بينما أرجع الخبراء الأسباب وراء ذلك إلى التغيرات المناخية.
يأتي ذلك في الوقت الذي غطت فيه الثلوج الكثيفة العديد من المدن في اليابان مع عودة الشتاء بقوة، إذ سجلت جزيرة هوكايدو تساقط ثلوج بطريقة غير مسبوقة، بينما تواجه المناطق الشرقية بما في ذلك محافظة إيواتي، أشد فصول الشتاء جفافًا منذ بدء تسجيل الأحوال الجوية عام 1946.
ونشرت اليابان أكثر من 2000 من قوات الدفاع الذاتي ورجال الإطفاء، بحسب شبكة "إيه بي سي نيوز أستراليا"، لمواجهة حرائق الغابات التي أجبرت مئات اليابانيين على الفرار من منازلهم، فيما تعرض ما لا يقل عن 100 منزل لأضرار بالغة.
وأسفرت حرائق الغابات حتى الآن، وفقًا لصحيفة جابنيز توداي، عن مقتل شخص واحد وإجلاء ما يقرب من 4000 من السكان المحليين، والتهمت حتى مساء اليوم الثلاثاء 2600 هكتار، أي أكثر من 7 أضعاف مساحة سنترال بارك في نيويورك.
ポルトガルの大規模森林火災で7人が死亡、50人が負傷
— Sputnik 日本 (@sputnik_jp) September 19, 2024
🔥ポルトガル西部では大規模な火災が発生している。政府はこの事態を受け、消火活動に必要な航空機の派遣をEUに要請している。
動画はSNSより。 pic.twitter.com/JSg6pDGgPJ
وتأججت حرائق الغابات نتيجة لمجموعة من أنماط الطقس النادرة والعوامل الجغرافية، وأفادت وكالة مكافحة الحرائق والكوارث اليابانية بأن الحريق أتى حتى الآن على نحو 2100 هكتار من الغابات، وتفاقم بسبب تصادم الهواء البارد والجاف مع الهواء الرطب القادم من البحر، ما أدى إلى خلق مزيج متقلب.
وأسهمت التضاريس الفريدة للجبال الشاهقة في شدة الحرائق، إذ جعلت التضاريس الصعبة والطقس القاسي من الصعب احتواء الحرائق، وأكد رئيس وزراء اليابان شيجيرو إيشيبا، أنهم يعملون على اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان عدم تأثيرها على المنازل.
وجاءت الحرائق بعد الصيف الأكثر سخونة في اليابان على الإطلاق، العام الماضي، إذ يتسبب تغير المناخ في ارتفاع درجات الحرارة بجميع أنحاء العالم، وتحاول طائرات الهليكوبتر التابعة لقوات الدفاع الذاتي ورجال الإطفاء إخماد حريق أوفوناتو، لكنه لا يزال ينتشر.
وأكد خبراء الغلاف الجوي والمحيطات اليابانيين، أن حجم حرائق الغابات كان بمثابة صدمة للسكان المحليين، إذ لم يتوقعوا أبدًا مواجهة حرائق غابات بمثل هذه الضخامة، كون اليابان معروفة بأنها بلد رطب للغاية.
وحذّر الخبراء من أن مثل هذه الأحداث المتطرفة أصبحت أكثر تواترًا، مشيرين إلى أن اليابان بحاجة إلى استراتيجيات تكيف وأنظمة تحذير أقوى، مع استمرار الحريق في تدمير مدينة أوفوناتو الساحلية الشمالية الشرقية.
وفي الوقت الحالي، على أحد جانبي اليابان ترى ثلوجًا كثيفة للغاية، لكن على الجانب الآخر من الأرخبيل يشعل مشهد الحرائق ليالي اليابان، وهو ما شدد الخبراء على أنه دليل أو علامة على أن مستقبل اليابان سيشهد مناخًا أكثر تقلبًا.