يُشكل مسلسل "فهد البطل" تجربة فنية مُتكاملة، إذ يعيد صياغة مفاهيم القوة، العدل، والانتقام في سرد درامي يحبس الأنفاس، ويأخذ المشاهدين في رحلة مع "فهد" الشاب الصعيدي الذي ترسم عليه الحياة ملامح الألم والمعاناة، لكنه في الوقت ذاته يحمل بداخله الأمل والإصرار على مواجهة قسوة القدر.
يقود العمل النجم المصري أحمد العوضي، رفقة نخبة من الفنانين منهم لوسي، ميرنا نور الدين، محمود البزاوي، أحمد عبد العزيز، رياض الخولي، وصفاء الطوخي، من تأليف محمود حمدان وإخراج محمد عبد السلام.
فكرة "فهد البطل" مستوحاة من إحدى القصص الواردة في القرآن الكريم، حسبما يؤكد مؤلف المسلسل محمود حمدان لموقع "القاهرة الإخبارية"، إذ يقول: "بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "حق عرب" مع الفنان أحمد العوضي، فكرت في تقديم عمل مختلف ومميز وفيه رسائل؛ لأنني دائمًا أبحث عن القضايا الاجتماعية التي تمس المجتمع، وفكرة المسلسل جاءت لي من إحدى القصص في القرآن الكريم، وعندما عرض العمل على أحمد العوضي تحمس له للغاية".
ويضيف: "سعدت للغاية بهذه التجربة التي سعيت لتقديمها بأفضل شكل، وحرصت على تقديم كل حلقة قوية كأنها فيلم سينمائي وابتعد عن المط والملل في الأحداث، لذا بذلت جهدًا كبيرًا في تطوير الأحداث والشخصيات".
وتابع: "شخصية "فهد" مليئة بالتفاصيل والصراعات وتحمل في نفس الوقت رسالة إنسانية وتمر بمراحل كثيرة في الكتابة؛ لذا أحببتها رغم صعوبتها، كما أنني اخترت اسم "كناريا" للفنانة ميرنا نور الدين ضمن أحداث المسلسل، لأنها شخصية مثل العصفور الكناري من وجهة نظري تغرد في كل وقت، فهي فتاة تتحمل مسؤولية عائلتها؛ رغم الصعاب التي تواجهها".
مفاجآت كثيرة
ردود الفعل على الحلقات الأولى أسعدت بشدة مؤلف المسلسل، والتي وصفها بالرائعة، خصوصًا مشهد خروج فهد من السجن للانتقام بعد ما حدث لشقيقته، إذ أشار إلى أن العمل مليء بالمفاجآت، ويتمنى أن يكون دائمًا عند حسن ظن الجمهور، لأن حالة الحب والتعاون في الكواليس ظهرت على أحداث المسلسل.
ويضيف: "هذا ليس أول تعاون مع الفنان أحمد العوضي وهو ممثل يتميز بقدرات استثنائية، ويجسد الشخصيات بشكل حقيقي وقريب من الجمهور؛ لذا التعاون معه يكون مختلفًا دائمًا، خصوصًا أنه يضيف لتفاصيل الشخصية ويقدم أفضل ما عنده".
أما عن السبب وراء اختيار تيمة الانتقام في معظم مسلسلات العوضي، فقال: "يرجع ذلك إلى القصة التي تفرض علينا هذه التيمة وهي تيمة تميز بها العوضي وحقق بها نجاحًا كبيرًا".
الدراما الصعيدية
وعن عودة النجم أحمد عبد العزيز للدراما الصعيدية، يقول: "شخصية العمدة غلاب التي يجسدها أحمد عبد العزيز احتاجت مني مجهودًا كبيرًا، فهي شخصية قاسية وظالمة ولها تفاصيل كثيرة، ولكن الفنان القدير أثبت تألقه في الدراما الصعيدية مهما تغيب عنها فهو فنان كبير وله رصيد فني مميز".
الحلانجي
لدى المؤلف المصري تجربة أخرى يشارك بها في دراما رمضان من خلال مسلسل "الحلانجي"، للفنان المصري محمد رجب، وحول ذلك يقول: "هذه التجربة مختلفة تمامًا عن "فهد البطل"، وكان تحديًا بالنسبة لي أن أشارك في عملين بموسم واحد، ولكنني حرصت على تقديم نوعين من الدراما، إذ تدور أحداث مسلسل "الحلانجي"، حول شخصية "طه"، المعروف بذكائه الاجتماعي وقدرته الفائقة على التلاعب بالمواقف والمشاعر، مما يجعله بارعًا في استخدام الحيل والدهاء للخروج من الأزمات".
وتابع: "التجربة ممتعة وفي الوقت نفسه تعطي رسالة للمشاهد، خلال الأحداث نتعرف إلى شخصية "طه" والتحديات التي تواجهه مع شخصيات في عالم الجريمة، إذ يتعرض للسجن بعد اتهامه في قضية كبيرة، ويسعى بعد خروجه للانتقام".
وأضاف: "العمل مليء بالصراعات والمخاطر، وعلى الجانب الآخر هناك قصة حب رومانسية كوميدية تنشأ بين محمد رجب وآيتن عامر، فكانت تجربة مميزة وتمثل نقلة نوعية في مسيرة محمد رجب الفنية، بعد غياب طال لنحو 6 سنوات عن الدراما في الموسم الرمضاني".