لا أخشى من كراهية الجمهور وكنت بحاجة للتغيير
تلقيت مكالمة من أحمد العوضي لترشيحي للدور
دخلت أعمال لحاجتي إلى الفلوس ولست نادمًا عليها
صنع الفنان المصري القدير أحمد عبد العزيز بصمة وعلامة قوية على مدار أكثر من 5 عقود متواصلة تنقل فيها ما بين الأدوار التاريخية والاجتماعية، ليأخذ هذا العام منحنى جديدًا في تقديم نوعية مختلفة من الشخصيات، والتي يظهر فيها وجها آخر للجمهور من خلال مسلسل "فهد البطل" المقرر عرضه في موسم رمضان المقبل، من بطولة الفنان أحمد العوضي.
وأكد أحمد عبد العزيز في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، أنه يجسد شخصية العمدة غلاب، والذي وصفه بأنه رجل قاسٍ وظالم يستولي على أراضي قريته، ويدخل في صراع مع شخصية أحمد العوضي الذي يلعب دور ابن شقيقه وشقيقه في فترتين مختلفتين، مشيرًا إلى أن هذه الشخصية تختلف كثيرًا عن أعماله السابقة، وأنها تتيح له تقديم نوع مختلف من الشر الذي يستهويه بشدة.
وأوضح أحمد عبد العزيز أن شخصية العمدة "غلاب" جذبت انتباهه بسبب طابعها الشرير المسيطر والجماح، مشيرًا إلى أنه وجد فيها تحديًا جديدًا يختلف عن كل الأدوار التي قدمها سابقًا، وأنه كان بحاجة لهذا التغيير، ولفت إلى أن ما يعجبه في هذا الدور هو كيف يمكن لشخص أن ينحرف عن فطرته السليمة ويقع في مستنقع الشر؟ وهو ما جعله يقرر خوض هذه التجربة.
وأضاف أن العمل في "فهد البطل" يتيح له العودة إلى الدراما الصعيدية التي طالما كان جمهورها ينتظر عودته إليها، خاصة بعد غياب طويل عن هذا النوع من الأعمال.
كما أكد عبد العزيز أن "مشاركتي في المسلسل جاءت بعد ترشيح من الجهة المنتجة والفنان أحمد العوضي، حيث تلقيت مكالمة منه، وأُرسل ورق الدور له بشكل متتابع".
ولفت إلى أنه عندما قرأ أول 6 حلقات من العمل، شعر بأن الشخصية ستكون فرصة رائعة له لتقديم شيء جديد يرضي رغبته في التغيير، وأضاف أن هذا العمل يحمل مضمونًا دراميًا جيدًا وسيجذب انتباه الجمهور.
رغم الشر المسيطر على الشخصية التي يجسدها ولكنه لم يخش من كراهية الجمهور له، حيث تحدث "عبد العزيز" عن أهمية الوعي الفني للجمهور في الوقت الحالي، مؤكدًا أنه يراهن على وعيهم وقدرتهم على تحليل الشخصيات التي يقدمها في الأعمال الدرامية.
ولفت إلى أن الجمهور اليوم أصبح أكثر قدرة على التفريق بين الفنان وشخصياته في الأعمال، وهو ما يجعله مطمئنًا في اختياراته الفنية، مضيفًا أنه في مسلسل "سره الباتع" الذي شارك فيه منذ عامين، قدم شخصية شريرة تواطأت مع الاحتلال الفرنسي، ورغم ذلك نالت الشخصية إعجاب الجمهور بسبب تعاطيهم النقدي الواعي.
وعن فكرة أخذ قسط من الراحة، أكد "عبد العزيز" أنه ليس في مرحلة الراحة أو التوقف، بل يواصل العمل بشكل مكثف. وأوضح أنه لا يحب أن يرتاح مع نهاية أي عمل فني، بل يبذل جهده الأكبر في كل مرحلة من مشواره الفني، وهو يعتبر الفن رحلة مستمرة لا تتوقف. وأضاف أنه في جميع مراحل حياته الفنية لا ينظر إلى الأعمال كمحطات ثابتة بل كجزء من رحلة تطور مستمرة في مشواره الفني.
وتطرق عبد العزيز إلى بعض الأعمال التي شكلت مراحل فارقة في مسيرته، مثل فيلم "وداعًا بونابارت" ومسلسل "المال والبنون"، حيث اعتبر أنها كانت أعمالًا أساسية في صعوده الفني، قائلًا: "ليس لدي نقطة فاصلة في حياتي فكلها مراحل في حياتي صنعت تاريخي، فالمشوار به نوع من التدريج في الخطوات، لا أنكر أن هناك أعمالًا شكلت درجات من سلم حياتي، وكانت مهمة في مسيرتي مثل فيلم "وداعا بونابارت، والطوق والأسورة".
كما أعتبر في التلفزيون شخصية "إخناتون" من الأدوار المهمة في مشواري، وأيضًا مسلسل "المال والبنون، الوسية، ذئاب الجبل، ومن الذي لا يحب فاطمة، السيرة الهلالية، سوق العصر"، وفي المرحلة المتقدمة والنضج قدمت "الأب الروحي، كلبش3"، فهي درجات أساسية في مشواري".
وأشار إلى أن مشاركته في بعض الأعمال في الماضي كانت بسبب الحاجة للمال وسد متطلبات الحياة، لكنه لم يندم على أي عمل طالما كان يحمل الحد الأدنى من القبول الفني ولم يضر بتاريخه، قائلًا: "شاركت في أعمال كثيرة احتياجًا للفلوس ولكن لم أندم عليها، فإذا دخلت عملًا لسد متطلبات الحياة، ويكون بها الحد الأدنى من القبول، فهي لا تكون سيئة ولم أندم عليها، ولا يوجد عمل يسيء لتاريخي وأرفض أي عمل يسيء لمشواري، ولكن العمل من أجل الفلوس مقبول".