وضعت وفاة طفل في الولايات المتحدة بسبب مرض الحصبة، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي روبرت كينيدي الابن، أمام أزمة لطالما حذر الخبراء من قدومها منذ فترة طويلة، وفق ما أوردته شبكة" إن بي سي نيوز" الأمريكية.
وذكرت الشبكة أن الطفل كان في سن المدرسة، ولم يتلق التحصينات، ويعيش في منطقة غرب تكساس، حيث يعتبر رفض اللقاح من بين أعلى المعدلات في البلاد.
ولقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية آمن ومدروس جيدًا، وهو الطريقة الفعالة الوحيدة للوقاية من مرض يمكن أن يسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة والالتهاب الرئوي، وفي حالات نادرة، تورمًا في المخ يؤدي إلى الإعاقة أو الوفاة.
وقالت الشبكة إنه في إدارة أخرى، من المرجح أن يُقابَل وفاة هذا الطفل، والتفشي المتزايد للحصبة الذي أصاب أكثر من 150 شخصًا في جميع أنحاء تكساس ونيو مكسيكو وأدخل 20 شخصًا إلى المستشفى، بدعوات عاجلة من الرئيس ووزير الصحة للآباء في تكساس وخارجها لتطعيم أطفالهم، لكن هذه هي الصحة العامة في عهد كينيدي، إذ كان عمله طيلة حياته هو تفكيك الثقة في اللقاحات ذاتها التي كان من الممكن أن تمنع هذا التفشي.
وأشارت إلى موقفه الذي يتبناه منذ سنوات: "كتب المسؤول العام الذي يتولى الآن رئاسة الوكالات التي تنظم اللقاحات وتقدم المشورة بشأنها في كتاب صدر عام 2021 أن تفشى الحصبة كان "مختلق لخلق الخوف الذي بدوره يجبر المسؤولين الحكوميين على فعل شيء ما".
"وهكذا في اجتماع الحكومة، الأربعاء الماضي، قدّم رد كينيدي على وفاة الطفل شيئًا مختلفًا تمامًا، ردّ غير مبال وغير رسمي، كما وصفت "إن بي سي نيوز".
وقال كينيدي: "إننا نتابع وباء الحصبة كل يوم"، مضيفًا: "بالمناسبة، كانت هناك أربع حالات تفشٍ للحصبة هذا العام.. في هذا البلد العام الماضي كان هناك 16 حالة.. لذا فإن الأمر ليس غير معتاد. لدينا حالات تفشي للحصبة كل عام".
وصرح كينيدي بعد ذلك، بأن الأطفال الذين تم إدخالهم إلى المستشفى كانوا هناك "في الأساس للحجر الصحي"، وهو ادعاء نفاه بسرعة كبير الأطباء في مستشفى الأطفال في "لوبوك" حيث يتم علاجهم، والذي وصف الأطفال الذين تم إدخالهم بأنهم يعانون من صعوبة في التنفس.
وفي اليوم التالي، نشرت مراكز "السيطرة على الأمراض والوقاية منها" بيانًا على موقعها الإلكتروني تقدم فيه تعازيها لأسرة الطفل الذي توفي، وتوضح الطرق التي تدعم بها وكالات الصحة في تكساس ونيو مكسيكو بينما تقود الولايات الاستجابة على الأرض.
وتضمن البيان سطرًا عن اللقاحات باعتبارها "أفضل وسيلة دفاع ضد الإصابة بالحصبة"، لكنه لم يحثّْ الجمهور على التطعيم. وبعد يوم واحد من ذلك، نشر كينيدي ملاحظة مماثلة على حسابه الرسمي على إكس، واختتم: "إن إنهاء تفشي الحصبة يمثل أولوية قصوى بالنسبة لي وفريقي الاستثنائي في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية".
وعلى الرغم من ادعاءات كينيدي، فإن وفاة طفل بسبب الحصبة، أمر غير معتاد في الولايات المتحدة، التي نجحت في القضاء على المرض رسميًا في عام 2000، وكانت آخر مرة توفي فيها طفل منذ أكثر من عقدين، وكان صبي يبلغ من العمر 13 عامًا يعاني من اضطراب مناعي مزمن وخضع مؤخرًا لعملية زرع نخاع العظم. وفي الوقت نفسه تقريبًا، كان كينيدي منخرطًا في معارضة اللقاحات.
ولفتت "إن بي سي نيوز" إلى أن كينيدي، على مدى العشرين عامًا الماضية، بصفته رئيس المجموعة التي قادها، "الدفاع عن صحة الأطفال" كان موجودًا في الأماكن التي تهدد فيها الحصبة الأطفال أكثر من أي شيء آخر، وغالبًا ما كان يضخم خطابه المناهض للقاحات من خلال مكبر الصوت إلى الفئات الأكثر ضعفًا، والآن، أصبح كينيدي على رأس نفس النظام الذي قضى عقودًا من الزمن في مهاجمته، وهو المسؤول عن سياسة الصحة في البلاد.