أظهر استطلاع رأي جديد أجراه "معهد سياسة الشعب اليهودي"، نُشِر أمس الأول الخميس، أنّ اليهود الأمريكيين أقل دعمًا بشكل كبير لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيطرة الولايات المتحدة على غزة وتهجير سكانها، وفق ما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
كان الاستطلاع الذي حمل عنوان "آراء اليهود الأمريكيين بشأن التدخل الأمريكي في غزة" جزءًا من استطلاع "صوت الشعب اليهودي" الشهري، الذي يجريه "معهد سياسة الشعب اليهودي" من خلال مجموعة المشاركين من اليهود الأمريكيين المتصلين عبر طيف التوجه السياسي والانتماء الطائفي.
وحسب الصحيفة العبرية، قال ما يقرب من ثلثي المشاركين اليهود الأمريكيين في الاستطلاع (59%) إنهم من المرجح أن يعارضوا سيطرة الولايات المتحدة على غزة، وأشار 17% فقط إلى أنهم سيؤيدون مثل هذا الإجراء، وقال ما يقرب من ربع المشاركين (24%) إنهم سيحتاجون إلى مزيد من التفاصيل من أجل تكوين رأي.
وقوبل مقترح الرئيس الأمريكي بشأن تهجير سكان غزة والاستيلاء على القطاع، برفض عربي ودولي مطلق، إذ عبر حلفاء الولايات المتحدة، بما فيهم الأوروبيون، عن رفضهم اقتراح ترامب بأن "تتولى" الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين في دول أخرى وأدانوه على الفور، مؤكدين أن غزة "هي أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها ويقرروا مصيرهم".
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه رئيس الكونجرس اليهودي العالمي رونالد لاودر، منتصف الشهر الماضي، أهمية البدء في إعادة إعمار قطاع غزة، مع ضرورة عدم تهجير سكانها من أراضيهم، مشيرًا إلى أن مصر تعد خطة متكاملة في هذا الشأن.
وفي الأول من فبراير، عبّرت دول المجموعة السداسية العربية، خلال الاجتماع الوزاري التشاوري بالقاهرة، عن "رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تقسيم قطاع غزة"، داعيةً إلى العمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في القطاع، باعتباره جزءًا من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبما يسمح للمجتمع الدولي بمعالجة الكارثة الإنسانية التي تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي.
وأكد وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن والإمارات وقطر، إلى جانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال اجتماعهم بالقاهرة، رفضهم المساس بحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها، من خلال التهجير، أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، بأي صورة من الصور، أو تحت أي ظروف ومبرّرات، بما يهدد الاستقرار، وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
في السياق، أكد رئيس الوزراء المصري خلال لقائه نظيره الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم السبت، أن الحكومة المصرية أعدت خطة متكاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، مع الإبقاء على المواطنين الفلسطينيين في القطاع أثناء عملية إعادة الإعمار، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.