شهدت الساحة السياسية الدولية حالة كبيرة من الجدل والتأييد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقب المشاجرة التي اندلعت بينه والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، خلال اجتماعهما في البيت الأبيض، للتشاور بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وعقب الحديث الحاد الذي تبادله الرئيس الأوكراني مع نظيره الأمريكي ونائبه -ونقلته وسائل الإعلام الأمريكية على الهواء- أصدر ترامب بيانًا قال فيه إن زيلينسكي "ليس مستعدًا للسلام إذا شاركت أمريكا"، كما تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك بين الزعيمين، وغادر زيلينسكي البيت الأبيض بعد أكثر من ساعتين بقليل من وصوله.
وقال جويل سكانلون، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد هدسون في واشنطن، إنَّ فعالية كان من المقرر أن يشارك فيها الرئيس الأوكراني في المعهد أُلغيت، بينما قال مسؤول أوكراني إن فعالية أخرى كان سيحضرها زيلينسكي في البيت الأوكراني في واشنطن أُلغيت أيضًا، بحسب "رويترز".
وبينما خرج العديد من القادة في الداخل الأوكراني وأوروبا، معلنين تأييدهم لزيلينسكي في مواجهة ترامب، حافظ الرئيس الأوكراني على قواعد اللياقة الدبلوماسية، وعبر عن امتنانه للشعب الأمريكي، وكتب في منشور على منصة "إكس": شكرًا للرئيس الأمريكي والكونجرس والشعب الأمريكي.. أوكرانيا تحتاج إلى سلام عادل ودائم، ونحن نعمل من أجل ذلك تحديدًا".
دعم أوروبي
من خلال موقع التواصل "إكس"، عبّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن دعمها للرئيس الأوكراني، وكتبت: "كن شجاعًا وقويًا ولا تخف.. لن تكون وحدك أبدًا.. عزيزي الرئيس زيلينسكي سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم".
كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إنه أصبح من الواضح أن "العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد"، مضيفة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "أوكرانيا هي أوروبا.. نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".
وتابعت: "سنكثف دعمنا لأوكرانيا حتى تتمكن من الاستمرار في محاربة المعتدي.. اليوم، أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد.. الأمر بيدنا نحن الأوروبيين لخوض هذا التحدي".
كما أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث هاتفيًا مع نظيره الأوكراني عقب صدامه مع ترامب، بينما قال ماكرون في تصريحات عقب التراشق بين الرئيسين "إن روسيا هي المعتدِيّة وإن الأوكرانيين هم الشعب المُعتدَى عليه".
وأضاف "ماكرون"، للصحفيين خلال زيارة البرتغال: "علينا احترام من يقاتلون منذ البداية".
وتابع: "كنا جميعًا على صواب في مساعدة أوكرانيا وفرض العقوبات على روسيا قبل 3 سنوات".
أيضًا، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن الوقت حان الآن بالنسبة للأوروبيين للتحرك.
وأضاف: "هناك معتدٍ.. إنه (الرئيس) الروسي بوتين.. الشعب الأوكراني يتعرض للعدوان.. وفي مواجهة هذا، ومن أجل أمننا الجماعي، هناك ضرورة واحدة.. إنها أوروبا الآن.. انتهى وقت الكلام وحان وقت الفعل".
كما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أنه "بوسع أوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وعلى أوروبا"، فيما أشار فريدريش ميرتس، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الفائز بالانتخابات مؤخرًا -والمتوقع أن يخلف شولتس في منصب المستشارية- إلى أنه "يجب ألا نخلط بين المعتدي والضحية في هذه الحرب المستعرة".
ونشر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز رسالة على منصة "إكس"، قال فيها إن "إسبانيا تقف إلى جانب أوكرانيا".
مساندة داخلية
في الداخل الأوكراني، عبّر كلٌ من رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس البرلمان في أوكرانيا عن دعمهما للرئيس زيلينسكي، بعد التراشق مع الرئيس الأمريكي ونائبه.
وكتب رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، على "إكس": الرئيس زيلينسكي على حق.. السلام بدون ضمانات غير ممكن".
وقال رئيس البرلمان رسلان ستيفانتشوك: "لا يحق لأحد أن ينسى أن روسيا هي المعتدية في هذه الحرب، وأن أوكرانيا هي ضحية العدوان".
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إن زيلينسكي يملك الشجاعة والقوة للدفاع عن الحق؛ مُشددًا في منشور على منصة "إكس"على أن "زيلينسكي يدافع عن أوكرانيا وعن هدف السلام العادل والدائم".
اختتم: "لقد كنا دائمًا وسنظل ممتنين لأمريكا على دعمها".