كشفت وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز، عن خطة شاملة لمواجهة الارتفاع القياسي في أسعار البيض، والذي يأتي نتيجة لأسوأ موجة تفشٍ من أنفلونزا الطيور في تاريخ البلاد.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الخطة تأتي بعد شهور من الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب، الذي تولى السلطة رسميًا في يناير 2025، وتواجه إدارته تحديًا كبيرًا يتمثل في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وعلى رأسها البيض الذي تضاعف سعره تقريبًا خلال العام الماضي.
مليار دولار
وبحسب إعلان وزارة الزراعة الأمريكية، جرى تخصيص مبلغ يصل إلى مليار دولار لمعالجة ارتفاع تكاليف البيض، إذ سيتم توجيه 500 مليون دولار لتوسيع إجراءات الأمن الحيوي في المزارع، و400 مليون دولار كإغاثة مالية للمزارعين المتضررين، و100 مليون دولار لإجراء المزيد من الأبحاث حول اللقاحات للدجاج البياض.
وصرحت "رولينز": "سنمضي قدمًا في الاستيراد فقط إذا كان البيض يلبي معايير السلامة الأمريكية الصارمة وإذا قررنا أن القيام بذلك لن يعرض وصول المزارعين الأمريكيين إلى الأسواق للخطر في المستقبل".
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من الأزمة الحالية، تظل الولايات المتحدة واحدة من أكبر منتجي البيض في العالم، فوفقًا للبيانات التي أوردتها وول ستريت جورنال، أنتجت البلاد نحو 93 مليار بيضة مائدة في عام 2024.
وفي عام 2023، بلغت قيمة إنتاج البيض الأمريكي نحو 17.9 مليار دولار، بينما بلغت القيمة الإجمالية لواردات البيض ومنتجاته نحو 129 مليون دولار فقط، إلا أن تفشي أنفلونزا الطيور أدى إلى إعدام نحو 160 مليون دجاجة منذ عام 2022، ما تسبب في اضطراب كبير في السوق.
تحديات الاستيراد
أعلن اتحاد منتجي البيض التركي المركزي هذا الشهر أنه سيشحن 15 ألف طن متري من البيض إلى الولايات المتحدة، وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية المزيد، ومن المتوقع أن تزيد تركيا شحناتها هذا العام من نحو 70 مليون بيضة إلى 420 مليون.
ومع ذلك، أشار محللون إلى أن شحن البيض الطازج يشكل تحديات خاصة به.
وفي هذا السياق، قال ستيرلينج سميث، مستشار إدارة المخاطر في مجموعة ستونكس في أوماها بولاية نبراسكا، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "نظرًا لأن البيض غير المجمد له عمر افتراضي يبلغ نحو خمسة أسابيع، فإن طبيعة سلسلة التوريد ستكون ضيقة نسبيًا.. لذا ففي حين أن توفير الإمدادات سيساعد في تخفيف الأسعار، ستكون النتائج النهائية محدودة".
التخزين المفرط
وفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي، وصل متوسط سعر الدزينة من البيض مؤخرًا إلى 4.95 دولار، أي ما يقرب من ضعف السعر قبل عام واحد.
وبينما قد تساعد زيادة الواردات في تخفيف الأسعار، يرى براين إرنست، كبير الاقتصاديين في مجال البروتين الحيواني في بنك كوبانك الزراعي، أن جزءًا كبيرًا مما دفع أسعار البيض بالتجزئة إلى الارتفاع هو تخزين المستهلكين.
وقال إرنست: "لدينا هذا الانخفاض الكبير في المعروض بسبب أنفلونزا الطيور، ولكن لديك أيضًا شراء بدافع الذعر من المستهلك".
تأييد مشروط للاستيراد
من جهته، أعرب المزارعون عن دعمهم لزيادة الواردات، طالما ظلت مؤقتة، وقال جيف هافنر، الذي يدير مزرعة مساحتها 1500 فدان في بانورا بولاية أيوا، حيث ينتج أيضًا 200 إلى 300 بيضة يوميًا، لصحيفة وول ستريت جورنال: "لديك أشخاص يجب إطعامهم، وفقط لأننا نستورد الآن لا يعني أننا سنفعل ذلك في العام المقبل"، مضيفًا أن قطيعه نجا من أنفلونزا الطيور.
من جهته، أكد تشاد جريجوري، الرئيس التنفيذي لمنتجي البيض، وهي تعاونية مملوكة للمزارعين تقدر أن أعضاءها مسؤولون عن نحو 90% من إنتاج البيض في البلاد، دعم المنظمة للخطة، قائلًا: "تستعد منظمة منتجي البيض المتحدين للشراكة مع الإدارة ووزارة الزراعة الأمريكية في هذه المبادرات الحاسمة".
حلول مبتكرة
إلى جانب زيادة الواردات، تعمل الحكومة الأمريكية على حلول إضافية لزيادة المعروض من البيض، إذ التمس المجلس الوطني للدجاج (مجموعة تجارية) من إدارة الغذاء والدواء الأسبوع الماضي تغيير القواعد الفيدرالية التي تتطلب من صناعة الدجاج اللاحم، التي تربي الدجاج من أجل اللحوم، التخلص من البيض غير المطلوب.
وقالت المجموعة إن هذه الخطوة من شأنها أن تحرر ما يقرب من 400 مليون بيضة مكسورة سنويًا، ويمكن أن تساعد في تخفيف الضغط على إمدادات البيض بشكل عام.
وصرحت آشلي بيترسون، نائبة الرئيس الأولى للشؤون العلمية والتنظيمية في المجلس الوطني للدجاج: "إنه مجرد منطق سليم ألا نرمي البيض في وقت كهذا".