بحلول موسم العطلات في الغرب في ديسمبر المقبل، قد يتفاقم نقص البيض في الولايات المتحدة وارتفاع الأسعار الناجم عنه، وربما يستمر حتى العام الجديد؛ حسب تقرير لمجلة "نيوزويك".
وكانت وزارة الزراعة الأمريكية، أشارت في تقرير صدر في 15 نوفمبر إلى أن إنتاج البيض انخفض بنسبة 2.6% في سبتمبر و1.6% في أغسطس، مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي.
وانخفضت توقعات إنتاج البيض في الربع الرابع من عام 2024 من 5 ملايين طبق إلى 1.98 مليون طبق، وهذا بعد تفشي إنفلونزا الطيور في أكتوبر في يوتا وولاية واشنطن وأوريجون مما أدى إلى فقدان 2.8 مليون طائر.
وكان مرض إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة انتشر في فبراير 2022، حيث أثر على ما يقرب من 110 ملايين طائر في 49 ولاية، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والذي نُشر يوم الخميس.
وتشير تقديرات "مجلس البيض الأمريكي"، الذي يقوم بتسويق البيض نيابة عن مزارعي البيض، إلى أن نحو 23 مليون دجاجة فقدت بسبب إنفلونزا الطيور هذا العام.
زيادة المخاطر
تتزايد المخاطر حول انتشار أمراض الطيور مع حلول فصل الشتاء، وهو الوقت الذي تبدأ فيه أنواع معينة من الطيور، التي يمكن أن تحمل سلالات مختلفة من أنفلونزا الطيور، بالهجرة جنوبًا.
ويعتبر شهر ديسمبر هو الشهر الذي يبدأ فيه البط البري، الذي يسجل أعدادًا كبيرة من حالات إنفلونزا الطيور، في شق طريقه جنوبًا والتحليق فوق المزارع في أمريكا الشمالية، وفقًا لـ"رويترز"، وهو مسار هجرة هذا النوع في وقت سابق من هذا العام.
وقالت عالمة الأوبئة البيطرية فيكتوريا هول، لمجلة "نيو ساينتست"، إن الطيور الساحلية والطيور البحرية والطيور المائية هي في كثير من الأحيان المسؤولة عن حمل سلالات مختلفة من الفيروسات، خاصة أنها نادرًا ما تظهر عليها علامات المرض.
وأضافت: "يحدث خلط للسلالات عندما تجتمع في مجموعات مهاجرة، ثم تنطلق مرة أخرى وتنتشر".
وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن يستمر نقص البيض حتى أوائل العام المقبل، مع انخفاض الإنتاج على أساس سنوي في معظم النصف الأول من عام 2025.
تأثير قاسٍ
ينقل التقرير عن إيميلي ميتز، المديرة التنفيذية ورئيسة "مجلس البيض الأمريكي"، إن تأثير إنفلونزا الطيور على مزارعي البيض في أمريكا "قاسٍ للغاية"، حسب تعبيرها.
وقالت: "إن إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة مدمرة تمامًا لهؤلاء المزارعين، فهذه الطيور هي مصدر رزقهم. إن إمداداتنا أقل من المعتاد بسبب إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة، وفي بعض الولايات أكثر من غيرها".
وأكدت أن مزارعي البيض بالبلاد يعملون على مدار الساعة لضمان حصول عملائهم ومستهلكيهم على كل أنواع البيض التي يحتاجون إليها.
ويدرك مزارعو البيض الأمريكيون أن الطلب على البيض قوي بشكل خاص خلال موسم الأعياد "وسيواصلون إنتاج البيض ومنتجات البيض التي يحتاجها عملاؤهم"، وفق "ميتز".
وحسبما قال عالم الدواجن تود آبلجيت لـ"نيوزويك"، بمجرد فقدان الجماعات المصابة، يستغرق الأمر ما لا يقل عن 20 أسبوعًا منذ الفقس الجديد حتى ينضج بما يكفي لإنتاج البيض. وأضاف أن هذا الأمر سيستغرق عدة أشهر إضافية لمعالجة مسألة التخلص من المواد والطيور المصابة، وتنظيف وتطهير المزرعة المصابة.
وتشمل الأسباب الأخرى لنقص البيض في أمريكا انخفاض أعداد قطعان الدجاج البياض مقارنة بالعام الماضي، وارتفاع تكاليف الأعلاف وأسعار المدخلات، وانخفاض متوسط معدل وضع البيض (عدد البيض المنتج لكل دجاجة) مقارنة بالسنوات السابقة.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إن النقص يؤثر على الأسعار، حيث ارتفع سعر الجملة اليومي للبيض الكبير في نيويورك بمقدار 20 سنتًا عن سبتمبر و1.84 دولار عن أكتوبر الماضي.
وبحلول نهاية أكتوبر، وهو الشهر الذي شهد فترة تزيد قليلًا على أسبوع ارتفعت فيها أسعار البيض بنحو 20 سنتًا أو أكثر يوميًا، بلغ متوسط الأسعار 4.46 دولارًا.