أغلق قادة حماس الباب أمام مطالب إسرائيل بنزع سلاح الحركة كشرط لإنهاء الحرب على غزة، ويمثل هذا الرفض المطلق لفكرة التخلي عن السلاح، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تهديدًا بإعادة إشعال فتيل الحرب، مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة.
وترى "واشنطن بوست" أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي صمد لستة أسابيع رغم التبادل المتوتر للمحتجزين والأسرى والخلافات حول انتهاكات الاتفاق المزعومة، يواجه الآن تحديًا أكبر مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق السبت المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من المفترض أن تشهد الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين لا يزالون في قبضة حماس، وانسحاب إسرائيل من غزة، وإنهاءً دائمًا للحرب، تبدو بعيدة المنال في ظل الخلافات العميقة بين الطرفين.
وفقًا للصحيفة، يواجه نتنياهو وقادة حماس ضغوطًا سياسية متضاربة تجعل اتفاق المرحلة الثانية أكثر صعوبة من المرحلة الأولى.
بالنسبة لنتنياهو، الذي طالما أعلن أن هدفه من الحرب هو "القضاء" على حماس، فإن قرار إنهاء الحرب قبل موافقة الحركة على نزع سلاحها سيثير غضب شريكه في الائتلاف اليميني المتطرف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا لم يقضِ رئيس الوزراء على الحركة كقوة سياسية وعسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو سيحتاج إلى دعم سموتريتش في الأسابيع المقبلة أكثر من أي وقت مضى لتمرير الميزانية قبل الموعد النهائي في 31 مارس، وتجنب إجراء انتخابات مبكرة.
رفض قاطع
أما بالنسبة لحماس، فإنهم منفتحون على تقاسم السلطة مع فصائل فلسطينية أخرى في غزة، لكنهم يصرون على الاحتفاظ بقدرات قتالية.
ونقلت "واشنطن بوست" عن سهيل الهندي، عضو المكتب السياسي لحماس، قوله: "سلاح المقاومة ليس محل نقاش أو تفاوض، إنه مقدس ولا يمكن التنازل عنه".
دور إدارة ترامب
وأشارت الصحيفة إلى أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صرح مرارًا بأن الطرفين يجب أن يدخلا المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، إلا أنه قال قبل جولة حاسمة كانت مزمعة في الشرق الأوسط، على شبكتي CNN وCBS، أن البيت الأبيض سيسعى إلى تمديد المرحلة الأولى.
ويشير بعض المحللين إلى أن الحديث عن تمديد الهدنة الحالية، الذي أعرب مسؤولو حماس وإسرائيل أيضًا عن استعدادهم للنظر فيه، يعكس كيف قد تكون آمال التوصل إلى اتفاق المرحلة الثانية وإنهاء سريع للحرب آخذة في التلاشي.
العدوان على الضفة
وفقًا لواشنطن بوست، ظهر النفوذ الذي يمارسه أعضاء اليمين المتطرف داخل ائتلاف نتنياهو الحاكم بشكل واضح، فبعد أيام من موافقة الحكومة الإسرائيلية على اتفاق وقف إطلاق النار في يناير، قال سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" الذي يعتبر الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وغزة واجبًا دينيًا، على منصة "إكس"، إنه ضغط على نتنياهو لإضافة عمليات عسكرية موسعة في الضفة الغربية إلى أهداف إسرائيل الحالية من الحرب.
وبعد أيام من وقف إطلاق النار في غزة، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي في 21 يناير أكبر عملية له في الضفة الغربية منذ سنوات.
ونشرت قوات الدفاع الإسرائيلية كتائب مشاة متعددة لمكافحة من وصفتهم بالمسلحين، ونفذت غارات جوية، وجرفت منازل ودمرت بنية تحتية في مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان بالقرب من مدن جنين وطولكرم وطوباس، ما أدى إلى نزوح ما يصل إلى 40 ألف مدني فلسطيني، وفقًا لمنظمات إنسانية.