مشوار فني طويل خاضته الفنانة المصرية الكبيرة ماجدة الصباحي الذي يواكب اليوم ذكرى وفاتها، فمنذ اليوم الأول لها في عالم الفن نجحت صاحبة الملامح الهادئة في التأكيد على أن الجمهور في انتظار نجمة سيكون لها شأن كبير، لا سيما أنها كثيرًا ما حلمت في صغرها بدخول الوسط الفني الذي دخلته بالمصادفة، ليصح حلمها فيما بعد حقيقة، وتبرز كواحدة من عمالقة السينما المصرية والعربية.
صنعت "ماجدة" اسمًا من خلال أعمالها التي جابت بها العالم، وحصلت من خلالها على جوائز وتكريمات عديدة من بلدان عربية وأوروبية، لتلقى الثناء والإشادة في كل المحافل الفنية التي شاركت بها، حيث يقف الجميع ويحييها على ما قدمته للسينما المصرية والعربية، وأهدافها التي حرصت على الوصول بها للجمهور المصري والعربي، لتشعر أنها أدت الرسالة التي خُلقت من أجلها.
بدايتها
عفاف علي كامل أحمد عبد الرحمن الصباحي، ابنة مدينة طنطا التي ولدت عام 1931، بدأت مشوارها الفني منذ الصغر، لكن أسرتها رفضت دخولها هذا العالم، وعن ذلك تقول في لقاء متلفز: "رغم أنني حلمت بالفن لكن دخولي لهذا العالم لم يكن مُرتّبًا له، خاصة أن العائلات الكبيرة مثل عائلتي كانت ترفض هذا الوسط، وكانوا يعتبرونه أمرًا كبيرًا، لكن والدتي دعمتني واضطررت أن أسير في مجال التمثيل باسم غير اسمي الحقيقي واسميت نفسي ماجدة الصباحي".
أعمال هادفة
ماجدة الصباحي التي قدمت شخصية جميلة بو حيرد في فيلم" جميلة"، كانت دائمًا ما تبحث عن الأعمال الهادفة التي تفيد المجتمع ولا تشارك في أي دور لمجرد الوجود، وتقول "كوكب الشاشة العربية"، كما كان يُلقبها جمهورها: "جميلة بو حيرد أحد أهم الأفلام في مشواري الفني، ومشاهد الثورة الجزائرية استغرقت منا تحضيرات كبيرة حتى تخرج بالشكل اللائق".
وتضيف: "فني كان له تأثير وأتذكر الضجة الكبيرة التي حدثت في الستينيات، حينما عُرض فيلم" المُراهقات"، وحقق نجاحًا غير مسبوق لدرجة أنه استمر في دور العرض نحو 20 أسبوعًا، وهذا كان حدثًا كبيرًا وقتها".
تكريمات وجوائز
مشوار ماجدة الصباحي الذي تخطى 50 فيلمًا استحقت عليه العديد من التكريمات والجوائز، من دمشق وبرلين وفينيسيا وغيرها، وتعلق على هذا الأمر قائلة: "الاختيار للتكريم ناتج عن تاريخ وعلامات مُضيئة، والمكانة التي تحققت، وناتج أيضًا عن مجموعة أعمال مهمة حمّست القائمون على لجان الاختيار ليضعوا اسمي، وفي النهاية هو تكريم لأفلام مصر ولاسمي الكبير، وأنا أعطيت كثيرًا لفني في مراحلي المختلفة".
مؤدية أغاني
ماجدة الصباحي التي تزوجت من الفنان المصري إيهاب نافع، ورزقت منه بابنتها الوحيده غادة نافع، قدّمت عددًا من الأغاني في مشوارها الفني، ورغم ذلك رفضت تصنيف نفسها كمغنية، وتقول: "أفلامي الغنائية ليست كثيرة، وأنا لست مُطربة بل مؤدية".
تعامل ماجدة الصباحي مع الغناء جعلها تقدم أغاني وقتما تُفضّل، لذا أهدت ابنتها الوحيدة أغنية، وتقول عن ذلك: "أحببت أن أهدي ابنتي أغنية حينما جاءت إلى هذا العالم".
تجربة إخراج وحيدة
خاضت الفنانة ماجدة الصباحي تجربة الإخراج مُجبرة لمرة واحدة في حياتها، وتحكي عن هذه التجربة وتقول: "اضطرتني ظروف فيلم "من أحب" أن أخوض تجربة الإخراج بعد وفاة المخرج أحمد ضياء الدين، إنقاذًا للموقف، لكنني رفضت تكرار التجربة مرة أخرى، إذ أفضل أن أكون أمام الكاميرا".
الإنتاج
حرصت ماجدة الصباحي أن تدعم صناعة السينما ليس فقط بموهبتها الفنية، بل قررت أن تدخل مجال الإنتاج لتقدّم للسينما 12 فيلمًا منها "أين عمري، الناس اللي تحت، هجرة الرسول، والسراب".
رحيل
في صباح 16 يناير 2020 تركت ماجدة الصباحي بصمتها الفنية ساكنة في قلوب محبيها ورحلت عن عالمنا عن عمر ناهز الـ89 عامًا أثرت خلالها السينما المصرية والعربية بالعشرات من الأعمال الهادفة والناجحة.