رغم مخاوف ألمانيا من ضعف الإقبال، بسبب برودة الطقس، وعدم اعتياد الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في الشتاء، بعد تقديم موعد الانتخابات الفيدرالية، لتصبح اليوم الأحد، تخطت نسبة الإقبال في الانتخابات الألمانية 2025، سابقتها في 2021، التي فاز فيها أولاف شولتس في النهاية.
وبحلول الثانية ظهرًا، أصبحت نسبة المشاركة في التصويت أعلى بكثير ما كانت عليه، عام 2021، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ووفقًا لمسؤولة الانتخابات الفيدرالية روث براند، أدلى نحو 52% من المؤهلين للتصويت بأصواتهم بحلول وقت مبكر من بعد الظهر، وفي هذه المرحلة من عام 2021، لم يتجاوز الرقم 36.5%، ويعود الفرق الكبير إلى الناخبين عبر البريد، وبسبب جائحة كورونا جزئيًا، أدلى عدد غير عادي من الأشخاص بأصواتهم مسبقًا عن طريق البريد، سبتمبر 2021.
ولم تتخط تلك النسبة انتخابات 2021، بل امتدت نسبة المشاركة في التصويت هذا العام أعلى بكثير من 2017، عندما أدلى نحو 41% من الناخبين المؤهلين بأصواتهم في مراكز الاقتراع بحلول الثانية بعد الظهر.
ويتصدر زعيم المعارضة فريدريش ميرز، رئيس حزب الديمقراطي المسيحي، استطلاعات الرأي بنحو 27%، وتليه مرشحة حزب البديل لألمانيا بنحو 20%، بينما يحل المستشار الحالي مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي بـ17%، ويقف روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر في رابع الترتيب بـ12%، بحسب مركز "يوجوف" لاستطلاعات الرأي.
وتمثل الانتخابات تحديًا لوجستيًا للأحزاب التي تأمل في الفوز بمقاعد في البرلمان الألماني، فقد أمضت أجزاء عديدة من البلاد الفترة الأخيرة، قبل يوم الانتخابات تحت طبقات من الثلوج.
ويشارك 29 حزبًا في الانتخابات الفيدرالية الألمانية التي انطلقت اليوم، وهو عدد أقل بكثير من الانتخابات التي جرت عام 2021، عندما تم تسجيل 47 حزبًا، ومن المحتمل أن يكون السبب في هذا التراجع أيضًا هو قِصر المهلة الزمنية، إذ كان لدى الأحزاب الصغيرة وقت أقل للعثور على المرشحين وجمع التوقيعات اللازمة للتسجيل بسبب الانتخابات المبكرة، بحسب موقع "تاجز شاو".
وفتحت مراكز الاقتراع في أنحاء ألمانيا أبوابها منذ الثامنة صباحًا (بالتوقيت المحلي)، ويبلغ عدد المؤهلين للتصويت نحو 60 مليون ألماني، 42.1% من المؤهلين للتصويت فوق سن الـ60 عامًا، ونحو 27.2% فقط تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، ويعمل نحو 675 ألف متطوع في نحو 65 ألف مركز اقتراع، بحسب الموقع.
الانتخابات الفيدرالية، التي لم يكن من المقرر أن تُعقد في الواقع قبل الخريف، تم تقديم موعدها 7 أشهر، وهو ما لم يحدث من قبل إلا في أعوام 1972 و1983 و2005، والسبب أن الائتلاف الذي ضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر والحزب الديمقراطي الحر، انهار نوفمبر الماضي، بعد أن رفض البرلمان الألماني "البوندستاج" التصويت على الثقة، واقترح المستشار أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) حل البرلمان، وهو الأمر الذي أقره الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد ذلك.
وخسر المستشار أولاف شولتس، تصويت الثقة في البرلمان الألماني، بعد نزاع طويل الأمد حول الميزانية، إذ حصل شولتس على دعم 207 أعضاء فقط، بينما صوّت 394 ضده، مع امتناع 116 عن التصويت، ولم تكن النتيجة مفاجئة، إذ وصفها شولتس نفسه بأنها خطوة نحو تأمين انتخابات وطنية مبكرة للخروج من مأزق الائتلاف الهش، الذي حكم البلاد منذ نوفمبر 2021.
والحكومة الائتلافية التي قادها شولتس، المكونة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وحزب الخضر، والديمقراطيين الأحرار، عانت اضطرابات مستمرة، ويبدو أن الانتخابات المقبلة ستعيد رسم الخريطة السياسية، مع توقعات بتصدر الاتحاد الديمقراطي المسيحي "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" بقيادة فريدريش ميرز.