يشارك 29 حزبًا في الانتخابات الفيدرالية الألمانية التي انطلقت اليوم الأحد، وهو عدد أقل بكثير من الانتخابات التي جرت في عام 2021، عندما تم تسجيل 47 حزبًا، ومن المحتمل أن يكون السبب في هذا التراجع أيضًا هو قِصر المهلة الزمنية، إذ كان لدى الأحزاب الصغيرة وقت أقل للعثور على المرشحين وجمع التوقيعات اللازمة للتسجيل بسبب الانتخابات المبكرة، بحسب موقع "تاجز شاو".
فتحت مراكز الاقتراع في أنحاء ألمانيا أبوابها منذ الساعة الثامنة صباحًا، ويبلغ عدد المواطنين المؤهلين للتصويت نحو 60 مليون مواطن، 42.1% من المؤهلين للتصويت فوق سن الستين عامًا، ونحو 27.2% فقط تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، ويعمل نحو 675 ألف متطوع في نحو 65 ألف مركز اقتراع، بحسب الموقع.
الهجرة والاقتصاد
وسيطر على الانتخابات الشتوية الألمانية النقاش حول الحد من الهجرة، وضعف الاقتصاد، وأثار تدخل الحكومة الأمريكية الجديدة في الحملة الانتخابية لصالح حزب البديل لأجل ألمانيا بزعامة أليس فايدل، الذي يُصنَّف جُزئيًا على أنه يميني متطرف، موجة غضب عارمة.
وخلال الانتخابات الألمانية 2025 ترشحت أحزاب: تمثيل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والخضر، والحزب الديمقراطي الحر، والبديل لألمانيا، واليسار، والناخبون الأحرار، وحزب فولت، والحزب الماركسي اللينيني الألماني (MLPD)، وتحالف ألمانيا، وتحالف ساهرا فاجينكنيشت (BSW) في جميع الولايات الـ16 بقوائم الولايات.
ترشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في كل مكان باستثناء بافاريا، في حين يترشح حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا فقط، وأدلى مرشح المستشار الاتحادي فريدريش ميرز بصوته في مكان إقامته في منطقة منطقة هوخساورلاند، برفقة زوجته شارلوت ميرز.
انتخابات للمرة الأولى
يسري قانون الانتخابات الجديد لأول مرة في الانتخابات الفيدرالية، ومن ثم فإن البرلمان الألماني (البوندستاج) الجديد سيكون أقل حجمًا بكثير، إذ تم تحديد عدد أعضاء البرلمان بـ630 عضوًا، أي أقل من العدد الحالي بأكثر من 100 عضو، ولا يستطيع المرشحون المنتخبون بالصوت الأول دخول البرلمان الألماني (البوندستاج) إلا إذا حصل حزبهم أيضًا على ما يكفي من الأصوات الثانية، بحسب "تاجز شاو".
انتخابات فريدة
الانتخابات الفيدرالية، التي لم يكن من المقرر أن تعقد في الواقع قبل الخريف، تم تقديم موعدها سبعة أشهر، وهو ما لم يحدث من قبل إلا في أعوام 1972 و1983 و2005، والسبب هو أن الائتلاف الذي ضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر والحزب الديمقراطي الحر انهار في نوفمبر الماضي، بعد أن رفض البرلمان الألماني (البوندستاج) التصويت على الثقة، واقترح المستشار أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) حل البرلمان، وهو الأمر الذي أقره الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد ذلك.
صعوبة تشكيل الحكومة
وبحسب حالة الأغلبية، فإن تشكيل الحكومة قد يشكل تحديًا كبيرًا، ويسعى ميرز إلى تشكيل ائتلاف بين حزبين مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو حزب الخضر، في حين يرفض زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر بشدة تشكيل ائتلاف مع حزب الخضر.
وإذا تمكنت عدة أحزاب صغيرة من التغلب على عقبة الـ5%، فربما يتعين على الاتحاد الاعتماد على شريكين في الائتلاف، وكما حدث مع ائتلاف "إشارة المرور" الذي قاده شولتس قبل انهياره، فإن هذا قد يعني المزيد من عدم الاستقرار.
وفي ختام الحملة الانتخابية المشتركة مع سودر في ميونخ، أكد "ميرز" على الخطوط الحمراء في مفاوضات الائتلاف، قائلاً: "لن يدخل الاتحاد في تحالف مع أي جهة غير مستعدة لإحداث تغيير في السياسة الاقتصادية والهجرة في ألمانيا".