أصبح الأطفال اليونانيون بين أعلى الفئات المعرضة لخطر الفقر والإقصاء الاجتماعي في أوروبا، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المكتب الإحصائي الأوروبي "يوروستات"، وتأتي اليونان الرابعة، من حيث زيادة نسبة الأطفال الذين يعانون الفقر في أوروبا، بعد رومانيا وإسبانيا وبلغاريا.
ويواجه الأطفال الذين ينشؤون في فقر أو إقصاء اجتماعي، صعوبات في الأداء الدراسي الجيد، وكذلك التمتع بصحة جيدة وتحقيق إمكاناتهم الكاملة لاحقًا في الحياة، كما أنهم يواجهون مخاطر أعلى في أن يكونوا عاطلين عن العمل، ومستبعدين اجتماعيًا كبالغين، وذلك بحسب صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية.
زيادة فقر الأطفال بسبب ارتفاع التضخم والحرب في أوكرانيا:
وفي السياق ذاته، يشهد العالم حاليًا ظروفًا استثنائية فرضتها جائحة كورونا، وبعدها الحرب الأوكرانية التي أثرت في مختلف الدول بالمنطقة خاصة على الأطفال، إذ إن ارتفاع التضخم وحرب أوكرانيا، أدى إلى زيادة فقر الأطفال بنسبة 19% في جميع أنحاء أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، وفقًا لدراسة أجراها صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، تزامنًا مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر، ووفق الدراسة الأممية، زاد عدد الأطفال الذين يعانون الفقر في أوكرانيا، بمقدار نصف مليون طفل.
ولفتت المنظمة الأممية إلى أن الأطفال يشكلون 25% من السكان، ويمثلون ما يقرب من 40 في المئة من 10.4 مليون شخص ممن أُجبروا على العيش في الفقر هذا العام، محذرةً من تأثير الحرب في أوكرانيا والانكماش الاقتصادي اللاحق على فقر الأطفال في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، وكذلك من أن الآثار المتتالية للزيادة التي تؤدي إلى ارتفاع حاد في معدلات التسرب من المدارس ووفيات الأطفال.
وفاة آلاف الأطفال قبل عامهم الأول:
الدراسة التي أجرتها المنظمة الأممية، وفقًا لبيانات من 22 دولة في جميع أنحاء المنطقة، تبين أن الزيادة الحادة تؤدي إلى وفاة آلاف الأطفال قبل عامهم الأول، مع زيادة 117 ألفًا في أعداد من التسرب الدراسي للأطفال هذا العام وحده، مؤكدة أن الأطفال يتحملون العبء الأكبر للأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وقدّمت المنظمة الأممية توصيات لمساعدة أولئك الذين يعانون ضائقة مالية، مثل تقديم إعانات نقدية شاملة للأطفال، وتوسيع المساعدة الاجتماعية للأسر التي لديها أطفال محتاجون، وحماية الإنفاق الاجتماعي بالإضافة إلى دعم خدمات الصحة والتغذية والرعاية الاجتماعية للأمهات الحوامل والرضع ومرحلة ما قبل المدرسة، ودعم أسعار المواد الغذائية الأساسية للأسر.
وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف في أوروبا وآسيا الوسطى أفشان خان إن "الأطفال يعانون في جميع أنحاء المنطقة في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وأزمة تكلفة المعيشة في جميع أنحاء المنطقة"، وتابعت أن "العواقب الاقتصادية للحرب في أوكرانيا لها تأثير مدمر على الأطفال في جميع أنحاء أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى".