الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هجوم على ميرز وخطة بديلة.. صعود في شعبية "اليسار" قبل انتخابات ألمانيا

  • مشاركة :
post-title
المرشح لمنصب المستشار فريدريش ميرز والمستشار الألماني أولاف شولتس

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

ثلاثة أيام فاصلة قبل الانتخابات الألمانية 2025، المقرر لها الأحد المقبل، قد تشهد صعودًا لحزب" اليسار"، الذي وصفته وسائل الإعلام بالعودة من الموت، بعد تحسن أرقامه في استطلاعات الرأي، بعد أن كان يعتبر حزبًا في حالة تراجع مستمر.

كان حزب اليسار الألماني اليساري المتطرف يعاني من تراجع الدعم لسنوات، لذا عندما انفصلت عنه نجمته السياسية سارة فاجنكنيشت في نهاية عام 2023 لإطلاق قوة شعبوية جديدة، استبعد كثيرون عودة الحزب مرة أخرى.

شعبية بين الشباب

ولكن قبيل الانتخابات الوطنية التي ستُعقد يوم الأحد المقبل، يُظهر اليسار علامات قوية، ففي استطلاعات الرأي الأخيرة، ارتفع مرة أخرى فوق عتبة الـ5% اللازمة للفوز بمقاعد في البرلمان الألماني "البوندستاج"، في حين ارتفعت عضويته إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.

ويحقق اليسار، الذي يعود بعض جذوره إلى الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية، نجاحًا خاصًا في جذب الناخبين الشباب في مختلف أنحاء البلاد الذين يشعرون بالغضب إزاء صعود اليمين المتطرف.

هجوم على ميرز

وتقف وراء إحياء اليسار هايدي رايشينك، زعيمة المجموعة البرلمانية للحزب، والتي اشتهرت بمهاجمتها للمرشح المحافظ لمنصب المستشار فريدريش ميرز لإضعافه جدار الحماية الذي فرضته ألمانيا بعد الحرب ضد أقصى اليمين من خلال محاولة دفع تدابير الهجرة عبر البوندستاج بمساعدة حزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف.

وأظهر استطلاع للرأي أجري في وقت سابق من هذا الشهر أن اليسار يحظى بتأييد 19% بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، وهو نفس عدد أصوات الخضر في المرتبة الأولى بين هذه الفئة العمرية، ويضم الحزب حاليًا نحو 81200 عضو، سجل نحو 17470 منهم بعد حيلة جدار الحماية التي انتهجها ميرز.

النهضة السياسية لليسار

إن اليسار له جذور عميقة في التاريخ الألماني، فبعد سقوط جدار برلين في عام 1989، تحول الحزب الشيوعي الألماني الشرقي، المعروف باسم حزب الوحدة الاشتراكية، إلى حزب الاشتراكية الديمقراطية، وكان يخدم في المقام الأول الألمان الشرقيين، وفي عام 2007، اندمج الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في محاولة لإعادة صياغة هويته كحزب أكثر وطنية والابتعاد عن جذوره الشيوعية، مع مجموعة يسارية أخرى لتأسيس اليسار.

لفترة من الوقت بدا الأمر وكأن اليسار قد يلعب دورًا رئيسيًا في السياسة الألمانية، ففي الانتخابات الوطنية التي جرت عام 2009 فاز الحزب بنسبة 11.9% من الأصوات، وكان على رأس القائمة اثنان من الساسة اليساريين المعروفين، جريجور جيسي وأوسكار لافونتين، ورغم أن الحزب ظل قوة ثابتة في البرلمان الألماني، فقد تراجعت شعبيته في السنوات الأخيرة.

انقسامات داخلية

ومن بين أسباب مشاكل الحزب الانقسامات الداخلية، وخاصة بشأن الهجرة، فقد اتخذت سارة فاجنكنيشت، رمز اليسار الألماني وأحد أشهر الساسة في البلاد، منعطفا مناهضا للهجرة بشكل متزايد، وخاصة في أعقاب أزمة اللاجئين في عام 2015، مما تسبب في تحول العديد من أعضاء حزبها ضدها.

في عام 2023، أعلنت فاجنكنيشت أنها ستنفصل عن اليسار لتشكيل حزبها الخاص، الذي أطلق عليه اسم تحالف فاجنكنيخت.

يدمج الحزب اليساري الشعبوي عناصر من سياسات اليمين المتشدد بشأن الهجرة مع المواقف الاقتصادية اليسارية التقليدية، وحقق حزب تحالف فاجنكنيشت ارتفاعًا في استطلاعات الرأي بعد إنشائه، وخاصة في ألمانيا الشرقية السابقة، بينما عانى اليسار في البداية.

خطة بديلة

كما أن الحزب لديه خطة بديلة في حالة عدم تمكنه من تحقيق الحد الأدنى المطلوب عادة لدخول البوندستاج (5%). فبموجب قواعد الانتخابات الألمانية، إذا فاز ثلاثة مرشحين بمقاعد دوائرهم الانتخابية بشكل مباشر، فإن حزبهم يدخل البرلمان حتى لو لم يحقق الحد الأدنى المطلوب.

لأول مرة سيكون هناك 4 مرشحين لمنصب المستشار في حملة انتخابية، ويعد كل من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي أول من اتخذ القرار مع زعيم المجموعة البرلمانية للاتحاد فريدريش ميرز، واختار حزب الخضر، وزير الاقتصاد روبرت هابيك، كمرشح له لمنصب المستشار في مؤتمر حزبه، ودفع مجلس إدارة حزب البديل من أجل ألمانيا بزعيمة الحزب أليس فايدل.