في أول تجمع من نوعه منذ عام 2018، استضاف الرئيس الصيني شي جين بينج اجتماعًا مع كبار رواد الأعمال في بكين، ليؤكد دعم بلاده الواضح للقطاع الخاص، وخاصة صناعة التكنولوجيا، في ظل موجة من العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على الصين.
مَن المشاركون؟
شارك في الاجتماع الاستثنائي، الذي كان تحت رعاية الرئيس الصيني، "جاك ما" مؤسس شركة "على بابا" ورؤساء شركة صناعة السيارات الكهربائية BYD، وشركة تصنيع البطاريات CATL، و Tencent، وXiaomi، ومؤسس شركة هواوي، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
كما شارك أيضًا ليانج وين فينج، مؤسس شركة DeepSeek، الناشئة التي هزت أسواق الأسهم العالمية واللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم أداء مماثل لعمالقة الصناعة في الولايات المتحدة بتكلفة أقل بكثير، كما جلب نجاحها التفاؤل إلى قطاع التكنولوجيا في الصين.
وكان من بين أبرز الغائبين عن الاجتماع، بحسب وكالة "رويترز"، اثنان من أكبر اللاعبين في صناعة التكنولوجيا الصينية، وهما "بايت دانس" الشركة الأم لتيك توك، و"بايدو" المتخصصة في البحث والذكاء الاصطناعي.
ردود فعل إيجابية
وقال محللون، إن أول لقاء رفيع المستوى لـ"شي" مع رجال الأعمال من القطاع الخاص منذ عدة سنوات يشير إلى رغبة بكين في إظهار موقف أكثر إيجابية تجاه القطاع الخاص المتضرر.
وبدوره، قال لي تشنج دونج، رئيس مركز أبحاث التجارة الإلكترونية "هايتون": "يجلس جاك ما في المقدمة. وهذا يعني أن الأعمال التجارية الخاصة لا تزال مهمة".
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن "دونج" قوله: "شركات الإنترنت كانت الشركات الخاصة الأكثر نشاطًا وحماسًا، وكانت العاصفة التنظيمية التي واجهتها سببًا في دفع العديد منها إلى التركيز على صعود الاقتصاد الحكومي. والآن سوف يكون هناك المزيد من التوازن".
وفي الماضي، استخدم "شي" اجتماعات مماثلة مع رجال الأعمال لخفض الضرائب وتوفير فرص متكافئة مع الشركات المملوكة للدولة.
وفي سياق متصل، قال تشانج شياويان، أستاذ التمويل في جامعة "تسينجهوا"، إن "الغرض من الاجتماع هو أن نقول للقطاع الخاص، نريد أن ندعمكم، ونحتاج إليكم لتعزيز الابتكار والاستهلاك التكنولوجي"، مضيفًا أن الحكومة تريد "بث الثقة" في الشركات الصينية.
وترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه ومع تباطؤ الاقتصاد المحلي وتصاعد الضغوط الجيوسياسية، توضح الحكومة من خلال الاجتماع مع رؤساء الشركات أنها تقدر القطاع الخاص وتعتمد عليه في دفع الابتكار وتحفيز النمو.
وتقول أنجيلا هويوي تشانج، أستاذة القانون في جامعة جنوب كاليفورنيا التي كتبت كتابًا عن تنظيم الصين لشركات التكنولوجيا، إن توقيت هذا الاجتماع له أهمية إذ أنه يشير إلى "جهود متجددة لدعم المشاريع الخاصة، وخاصة في قطاع التكنولوجيا، واستعادة ثقة ريادة الأعمال".