أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، العود السوري على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، مع تميزه بصوته الفريد ومنحنياته المصنوعة يدويًا بدقة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وعلى الرغم من أن آلة العود موجودة في جميع أنحاء المنطقة، إلا أن العود السوري يشتهر بنغماته النقية وأصواته الفريدة والمتناسقة.
وقال طوني طويل، وهو من صانعي العود: "في كثير ملحنين ألحانهم تصنع على آلة العود، ما بيستعينوا بآلة ثانية لأن العود تعزف عليه أكثر من 200 مقام بيعطي العلامة ونص العلامة وربع العلامة ونص ربع العلامة غير الجيتار يلي بيعطيك الصوت ونصف الصوت".
وأضاف: "وقت نضرب عالوتر ارتداد الوتر بيدخل هون بالتجويف وبيرجع بيطلع من الفتحات فهذه التقعيرة بدها تكون معمولة بدقة ويكون الخشب صحيح وناشف حتى يعطي صدى أكثر وتطلع العلامة نقية وأن يكون في نقاء بصوت الوتر".
صناعته تأثرت بالحرب
لكن صناعة العود تأثرت بشدة بالحرب السورية والأزمة الاقتصادية في السنوات التي أعقبت الحرب، مع تراجع الطلب على الآلات الموسيقية.
وأوضح علي خليفة، صاحب ورشة لصنع الأعواد في دمشق، أنه بالإضافة إلى تراجع الطلب، فإن الزيادة الكبيرة في الأسعار بسبب المواد الخام باهظة الثمن دفعت الزبائن إلى العزوف عن الشراء.
وقال خليفة "معتمدين على السوق الداخلي والقوة الشرائية كثير ضعيفة وليست متناسبة مع الأسعار يعني عمليا العود يلي كان ينباع برقم اليوم حقه ضرب 20 من سعره والسبب ارتفاع أسعار التكلفة".
ومع إدراج العود في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، ستتعاون الأمانة السورية للتنمية مع المنظمة الدولية لدعم الحرفيين في ترويج وبيع منتجاتهم من أجل الحفاظ على الصناعة.
بدء العمل على المشروع في 2018
وقالت رشا برهوم، وهي مساعد تنفيذي لبرنامج التراث الحي للأمانة السورية للتنمية "ظهرت الفكرة إنه ليه ما بيكون في ترشيح لملف صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها على قوائم التراث الإنساني باليونسكو، فعليا بدأ العمل 2018 على هذا المشروع وتقدم الملف وخلاله أدرج بنهاية عام 2022".
وأضافت "أن شاء الله هذه السنة تنطلق خطة الصون وخلال الست سنوات أكيد راح يكون في مشاريع أكبر، راح يكون في مشاريع بمجال التسويق، الترويج، النشر، نساعد الحرفيين والعازفين حتى يتجاوزوا المشاكل والعقبات يلي عم يعاني منها العود".
واُتخذ القرار خلال اجتماع اللجنة الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي، الذي عقد في ديسمبر كانون الأول، وشمل أيضا صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها في إيران.