مع اقتراب انتهاء مهلة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، تتزايد التوترات بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل، حيث يرفض لبنان أي تمديد إضافي للهدنة، ويصر على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جميع المواقع الحدودية.
في الوقت ذاته، تشهد بيروت تصاعدًا في الاحتجاجات يقودها أنصار حزب الله، على خلفية منع طائرتين إيرانيتين من الهبوط في العاصمة اللبنانية، ما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد السياسي والأمني في البلاد.
رفض للوجود الإسرائيلي
أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، بأن إسرائيل أبلغت لجنة متابعة اتفاق وقف إطلاق النار بنيتها البقاء في خمسة مواقع حدودية بعد انسحابها من القرى الجنوبية، وتشمل هذه النقاط: اللبونة، والحمامات، وجبل بلاط، ومنطقة بين وادي هونين ومرقبا، ومنطقة جل الدير في عطيرون.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه المواقع تمنح إسرائيل ميزة استراتيجية تمكّنها من مراقبة التحركات وقطع الطرق الحيوية بين البلدات الحدودية اللبنانية.
في السياق ذاته، ذكرت تقارير لبنانية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أقام موقعًا عسكريًا جديدًا في منطقة "حماس" المقابل مستوطنة المطلة، إضافة إلى استمرار عملياته العسكرية في قرى جنوب لبنان، حيث وردت أنباء عن قيامه بإحراق منازل في بلدة "قلعة".
تصعيد في بيروت
في تطور آخر، تصاعدت الاحتجاجات في بيروت، خاصة على طريق مطار بيروت الدولي، بعد منع إقلاع طائرتين إيرانيتين إلى لبنان، إذ شهدت العاصمة بيروت، ليلة الجمعة، اشتباكات وأعمال شغب قادها أنصار حزب الله، ما أدى إلى إصابة عدد من عناصر قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة، وهو ما قوبل بإدانات واسعة النطاق.
وأفادت تقارير إعلامية لبنانية بأن حزب الله دعا إلى تجمع احتجاجي كبير في الرابعة من مساء السبت، على طريق المطار القديم، تنديدًا بما وصفه بـ"التدخل الإسرائيلي" في القرارات السيادية اللبنانية.
اعتقالات لمثيري الشغب
في ظل تصاعد الفوضى، وجّه الرئيس اللبناني جوزيف عون تعليماته للجيش بوقف أعمال الشغب وفتح الطرقات المغلقة، مشددًا على ضرورة اعتقال كل من يهدد الأمن القومي، كما أدان الاعتداء على موكب نائب قائد قوات اليونيفيل، ووصف ما حدث بأنه "غير مقبول ولا يمكن تكراره".
من جهته، اجتمع رئيس الوزراء نواف سلام مع وزير الداخلية أحمد الحجار، وأكد ضرورة الحفاظ على الأمن في جميع أنحاء لبنان، مع التركيز على حماية المرافق العامة وتأمين المسافرين في مطار بيروت الدولي، مشددًا على أهمية اعتقال جميع المتورطين في أعمال العنف.
وأفادت تقارير إعلامية لبنانية بأن المخابرات العسكرية اللبنانية أوقفت أكثر من 25 شخصًا كانوا متورطين في الاعتداءات الأخيرة على طريق المطار، في إطار التحقيقات الرامية إلى كشف ملابسات الحادث.