الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سياسة وثلوج واحتفاء برئيسته الجديدة.. تفاصيل افتتاح الدورة الـ75 لمهرجان برلين

  • مشاركة :
post-title
مهرجان برلين

القاهرة الإخبارية - من برلين: رشا حسني

أُقيم حفل افتتاح الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي التي تستمر حتى 23 من شهر فبراير، مساء أمس الخميس، بعد أن بدأت فعالياتها بشكل رسمي صباحًا بتقديم مديرة المهرجان الجديدة تريشيا تاتل للجنة تحكيم المسابقة الدولية للمهرجان، برئاسة المخرج الأمريكي تود هاينز في مؤتمر صحفي، قبل حفل افتتاح المهرجان وقبل انطلاق عروض المسابقة الدولية المقرر لها اليوم الجمعة.

تضمن الحفل تقديم أعضاء لجنة التحكيم الدولية، بالإضافة إلى منح جائزة الدب الذهبي الفخرية للممثلة تيلدا سوينتون، وألقى المخرج إدوارد بيرجر كلمة التكريم.

تريشيا تاتل مديرة المهرجان

وعلى الرغم من برودة الأجواء وتساقط الثلوج الكثيف، خيمت الأجواء الاحتفالية على الحفل، ترحيبًا بـ"تاتل" التي تتولى إدارة المهرجان العريق بعد كارلو شاتريان، وقال "بيرجر" معبرًا عن مشاعر التفاؤل والحماس تجاه تعيينها: "أهنئ المهرجان ومدينة برلين على اختيار هذه المديرة الاستثنائية لقيادة هذا المهرجان المحبوب نحو المستقبل، وجاءت تاتل إلى برلين بعد فترة طويلة وناجحة في إدارة مهرجان لندن السينمائي".

بذلت تريشيا تاتل جهدًا محاولة إعادة البريق والفخامة إلى مهرجان برلين، من خلال برمجة عدد من العناوين الكبرى من استوديوهات هوليوود، بما في ذلك فيلم Mickey 17 من "وارنر براذرز"، من بطولة روبرت باتينسون، وهو أول أفلام المخرج الكوري بونج جون-هو منذ فوزه بالأوسكار عن Parasite، وفيلم A Complete Unknown، السيرة الذاتية لبوب ديلان، من إخراج جيمس مانجولد وبطولة تيموثي شالاميه، وفيلم Blue Moon، أحدث أعمال ريتشارد لينكلاتر، من إنتاج "سوني بيكتشرز كلاسيكس"، وبطولة إيثان هوك ومارجريت كوالي. 

ومع ذلك، فإن Blue Moon هو الفيلم الوحيد الذي سيحظى بعرضه العالمي الأول في برلين، ما يشير إلى أن الاستوديوهات الكبرى لا تزال في مرحلة الترقب قبل الالتزام الكامل بفكرة استخدام "برليناله" كمنصة انطلاق للعروض العالمية الأولى لأفلامها.

فيلم الافتتاح

تبع حفل الافتتاح العرض العالمي الأول للفيلم الألماني The Light للمخرج الألماني توم تيكفير، الذي تدور أحداثه حول تيم إنجلز، وزوجته ميلينا، وطفليهما التوأمين فريدا ويون، وابن ميلينا الآخر ديو، والذين يشكلون عائلة حديثة معقدة تعيش في شقة في برلين، تتيح لهم عاداتهم الحفاظ على مسافة بينهم رغم تقاسمهم للمساحات المشتركة في المنزل. لكن مع وصول فرح الغامضة –التي وصلت مؤخرًا من سوريا وتم تعيينها كمدبرة منزل جديدة لديهم– تبدأ حياتهم في التغير، إذ تنكشف مشاعر دفينة وتوضع علاقاتهم على المحك، وهذه التجربة توسِّع آفاق العائلة وتغير مسار حياتهم بطرق غير متوقعة، إذ تضع فرح خطة ستضفي بُعدًا جديدًا على طريقة فهمهم للحياة والتجربة الإنسانية.

سعت "تاتل" إلى التقليل من الأطروحات السياسية الحادة، في محاولة لتجنب تكرار مشاهد الدورة الماضية، إذ تحولت مراسم الختام إلى ساحة نقاش حاد وعلني حول الحرب على غزة، ورغم ذلك لم تخلُ السجادة الحمراء للمهرجان من لافتات تحمل عبارات تدين السياسات الألمانية المتواطئة مع إسرائيل في حربها على غزة وشعبها، مطالبة ألمانيا بالتوقف عن تسليح إسرائيل.

تيلدا سوينتون

ودعت مجموعات مؤيدة لفلسطين إلى مقاطعة المهرجان احتجاجًا على عدم إدانته العلنية لأفعال حكومة بنيامين نتنياهو في الحرب على غزة، في حين تظاهر مؤيدون لإسرائيل على مسافة من السجادة الحمراء.

لكن داخل قصر البرليناله، ساد جو أكثر تصالحًا، وألقت الممثلة الإنجليزية تيلدا سوينتون، التي حصلت على جائزة الدب الذهبي الفخرية عن مجمل أعمالها خلال حفل الافتتاح، بعض التعليقات السياسية الصريحة، قوبلت بتصفيق وترحيب من جميع الحضور.

وفي ختام كلمتها، قدمت "تاتل" رسالة تعاطف واسعة مع المتضررين حول العالم، بدءًا من المتأثرين بالحرائق في لوس أنجلوس، إلى ضحايا الحرب الأهلية في السودان، ووصولًا إلى سكان غزة وإسرائيل.

لافتات مؤيدة لفلسطين

قبل انطلاق المهرجان، حددت تاتل وإدارة البرليناله موقفهما، داعين إلى "حوار قائم على الاحترام المتبادل" حتى في أكثر القضايا إثارة للجدل.

وجاء في بيان "تاتل": "نحن مهرجان سينمائي، ولكن البرليناله هو أيضًا مجتمع من الأشخاص الذين تحركهم رغبة في خلق بيئة شاملة ومنفتحة حول السينما.. نحن نقدر حرية التعبير ونحميها، ولكن كما رأينا في المساحات الرقمية حول العالم، فإن الدعوة إلى حرية التعبير وحدها لا تكفي.. علينا أن نتحلى باللطف، ونولي اهتمامًا للحقائق، ونسعى ليس فقط إلى الحديث، بل أيضًا إلى الأمل في أن يستمع إلينا الآخرون".

وسوم :برلين