قال جيورا آيلاند، الجنرال السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن تل أبيب فشلت فشلًا ذريعًا في حربها على غزة، مؤكدًا هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق المعايير المهنية.
وصرّح "آيلاند" في مقابلة أجرتها إذاعة "103FM" التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، "بأنه لم تستطع إسرائيل تحقيق أهدافها"، مضيفًا: "إن حركة حماس فرضت إرادتها عليها".
وآيلاند، هو مهندس "خطة الجنرالات"، التي اقتُرحت قبل عدة أشهر، ودعت إلى محاصرة شمال قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
وخطة الجنرالات، هي خطة عسكرية اقترحها الجنرال السابق في جيش الاحتلال على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتبناها عدد كبير من جنرالات الجيش لذلك سميت بخطة الجنرالات.
وتم وضع الخطة في سبتمبر 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرًا، بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع ما تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت أو الاستسلام، ثم لاحقًا يتم تحويل شمال القطاع إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، بهدف القضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة "حماس" في المنطقة.
وذكر: "الصورة هي أن إسرائيل فشلت فشلًا ذريعًا في الحرب على غزة، من هنا يجب أن نبدأ وإلا فإننا نخلق توقعات لأشياء غير واقعية".
هزيمة مبرهنة
وتابع: "الهزيمة الإسرائيلية في الحرب على غزة تُقاس وفق معيارين ليسا سياسيين ولا شعبويين، بل مهنيين: الأول هو فحص من حقق أهدافه ومن لم يحققها، والثاني هو معرفة أي طرف نجح في فرض إرادته على الطرف الآخر".
وأضاف: "انظروا إلى اتفاق تبادل المحتجزين والأسرى، فضلًا عن انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، إذ عاد مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الشمال. وهذا لا يسمح فقط بدخول الغذاء والماء إلى غزة، بل ويسمح أيضًا بإدخال المعدات التي تشكل بداية إعادة الإعمار".
تخوفات من القادم
واستهل حديثه قائلًا: "إن حماس تستطيع أن تُملي علينا في المرحلة الثانية اتفاقًا نستقبل بموجبه في أفضل الأحوال بقية المحتجزين، وهذا مهم، ولكننا سندفع الثمن أيضًا بالإفراج الجماعي عن مئات الأسرى".
وأكمل: "سيتعين على إسرائيل أيضًا أن توافق على إنهاء الحرب على غزة والانسحاب من المحيط الأمني، الذي أقامه جيش الاحتلال داخل غزة".
وعود باطلة
وأقر بأن "كل ما كانت الحكومة الإسرائيلية تقوله طوال فترة الحرب على غزة هو كلمات جميلة بلا غطاء، ووعود بلا تنفيذ".
واعتبر "آيلاند" أن "ما يمكن أن يغير ميزان القوة بين قوات الاحتلال وحماس هو الجانب الاقتصادي"، مضيفًا: "إذا كانت إسرائيل تعتقد أن الضغط العسكري وحده سيحقق النتائج، فلن يحقق أي ضغط عسكري هذه النتائج".
وشدد على عدم جدوى العمليات العسكرية بقطاع غزة، قائلًا: "إذا تمكنت من احتلال القطاع وظل المدنيون هناك، فإن حماس ستبقى أيضًا. وبصرف النظر عن تلقي هجمات رهيبة ضد قوات جيش الاحتلال، فلن تكسب شيئًا".
وقال: "الشيء الوحيد - واليوم فات الأوان لأننا في الاتفاق القائم اتفقنا على زيادة عدد الشاحنات الداخلة - هو إغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات وإمدادات الوقود، مؤكدًا "ضرورة استخدام المساعدات كوسيلة ضغط".
وتعتبر خطة الجنرالات أن الحصار أكثر الحلول فاعلية لإنهاء الحرب وتقليل عدد القتلى من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وتدعي أن السيطرة على شمال غزة يمكن أن يدفع سكان المناطق الأخرى للانتفاض ضد حركة "حماس".