الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بكين تغزو صناعة الكاكاو.. الشوكولاتة الإفريقية بنكهة صينية

  • مشاركة :
post-title
حبوب الكاكاو - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في قلب غرب إفريقيا، حيث تتم زراعة أفضل حبوب الكاكاو في العالم، يشهد قطاع الكاكاو طفرة جديدة بفضل الاستثمارات الصينية في ساحل العاج وغانا، إذ شيدت بكين عددًا من المصانع في البلدين لاستغلال فرصة تحويل جزء من تجارة الكاكاو لصالحها، خاصة مع زيادة استهلاك الشوكولاتة في البلد الذي يتجاوز عدد سكانه أكثر من 1.4 مليار نسمة، لكن يبقى السؤال: هل تستطيع الصين التفوق على أمريكا وأوروبا في هذا المجال؟

مصانع عملاقة

وأنجزت شركة "الصناعة الخفيفة الصينية" في ناننينج بناء أكبر مصنع للكاكاو في ساحل العاج، وكذلك مستودع ضخم لتخزين حبوب الكاكاو في العاصمة الاقتصادية أبيدجان. ويعد هذا المشروع جزءًا من اتفاقية وقّعتها الشركة الصينية مع ساحل العاج في عام 2019 لبناء مصانع معالجة الكاكاو، مع مصنع آخر يجري إنشاؤه في مدينة سان بيدرو الساحلية في الجنوب الغربي للبلاد، بحسب تقرير صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

وبلغت قيمة التمويل الذي قدمته الحكومة الصينية لهذا المشروع 199.9 مليون دولار أمريكي، حيث سيكون لكل مصنع قدرة معالجة سنوية تبلغ 50 ألف طن من حبوب الكاكاو.

وفي مقابل هذه الاستثمارات، تم الاتفاق على أن يتم بيع 40% من إنتاج المصانع الصينية إلى شركات صينية. كما تم الاتفاق على بناء مستودعات لتخزين الكاكاو في كل من مواقع المصانع بقدرة استيعابية تصل إلى 140 ألف طن و160 ألف طن على التوالي، وفقًا للصحيفة. 

دعم الاقتصاد

وتعتبر ساحل العاج أكبر منتج لحبوب الكاكاو في العالم، حيث تمثل نحو 40% من إنتاج الكاكاو العالمي. كما تُعد حبوب الكاكاو -المكون الرئيسي للشوكولاتة- المنتج الرئيسي للتصدير في البلاد.

وفي عام 2024، حققت سوق الحلويات والشوكولاتة إيرادات بلغت 133.6 مليار دولار أمريكي، وفقًا لمنصة "ستاتيستا" الألمانية. ورغم أن 6% فقط من هذه الإيرادات تصل إلى الدول المصدّرة للكاكاو، إلا أن ذلك لا يمنع من توجه العديد من الدول للاستثمار في قطاع الكاكاو.

وفي هذا السياق، قال تانج تشونج، مدير المشروع في مصنع معالجة الكاكاو بأبيدجان، إن هذا المشروع سيساهم في تحسين قدرة ساحل العاج على معالجة الكاكاو، إضافة إلى تدريب عدد أكبر من العمال المهرة، مشيرًا إلى أن إنشاء المصانع سيساهم في زيادة الأرباح بنسبة 36% وسيوفر أكثر من 500 فرصة عمل، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة عن هونج كونج.

أما في جارتها غانا، ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، فقد بدأت الشركات الصينية أيضًا في بناء مصانع مماثلة. وفي عام 2019، تم الاتفاق بين غانا والصين على بناء مصنع معالجة الشوكولاتة بقيمة 100 مليون دولار في مدينة سيفوي وياسو الواقعة في شمال غرب البلاد. ويُتوقع أن يمتلك المصنع قدرة معالجة سنوية تبلغ 50 ألف طن من حبوب الكاكاو.

وفي عام 2022، صدّرت ساحل العاج حبوب كاكاو بقيمة 3.33 مليار دولار أمريكي، مع تصدير نصف الكمية إلى هولندا وبلجيكا والولايات المتحدة، بينما كانت صادراتها إلى الصين لا تتجاوز 369,000 دولار.

فرصة ذهبية للصين

ونقلت "ساوث تشاينا مورنينج بوست" عن كريستي ليسل، مؤسِسة ومديرة منصة "سوق الكاكاو الإفريقية" قولها، إن الصين ربما ترى فرصة لتحويل جزء من تجارة الكاكاو لصالحها، وهو أمر يمكن فهمه بالنظر إلى نمو استهلاك الشوكولاتة في الصين.

وأوضحت "كريستي" أن إنشاء مصانع معالجة في إفريقيا قد يعزّز قدرة الصين على تأمين إمدادات الكاكاو قبل تصديرها إلى أوروبا. ورغم أن المصانع الصينية لا تشكل سوى جزء صغير من الإنتاج في ساحل العاج وغانا، فإن كل حبة كاكاو تزداد قيمتها في ظل القيود الحالية على الإمدادات.

وبدورها، قالت لورن جونستون، خبيرة في العلاقات الصينية الإفريقية وأستاذة في جامعة سيدني، إن معالجة الكاكاو داخل البلد ستمكّن ساحل العاج وغانا من إنتاج الشوكولاتة بأنفسهم، معتبرة أن الصين تعتمد على استراتيجية التكامل الرأسي لضمان الوصول إلى هذا المورد الطبيعي الذي يتزايد الطلب عليه.

وفي هذا السياق، أشار المحلل التجاري الإيفواري بامبا مافومجبي إلى أن الصين بدأت تدخل بقوة في صناعة الكاكاو في غرب إفريقيا، لكنها لا تزال جديدة في سوق تسوده شركات أوروبية وأمريكية، مؤكدًا أن الشركات الصينية الكبيرة قد تساهم في سياسة تنويع الأسواق الجديدة.