الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

درس شخصيته قبل اللقاء.. رئيس وزراء اليابان يجني ثمار اجتماع ترامب

  • مشاركة :
post-title
قمة بين رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل العلاقات المتشابكة بين اليابان والولايات المتحدة، جاءت زيارة رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا إلى البيت الأبيض كمحطة محورية في تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

ووفقًا لما نشرته شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن هذه الزيارة لم تحمل فقط رسائل سياسية واقتصادية، بل عكست أيضًا استراتيجية إيشيبا في التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تحضير دقيق لجلسات ترامب

أكدت زيارة إيشيبا إلى واشنطن مكانة اليابان كحليف رئيسي للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فاليابان تُعد المستثمر الأجنبي الأكبر في الولايات المتحدة منذ خمس سنوات، حيث أسهمت الاستثمارات اليابانية في خلق آلاف الوظائف، كما تتمركز قوات أمريكية قوامها 54 ألف جندي في اليابان، ما يعكس التعاون الدفاعي العميق بين البلدين.

ورغم العلاقات القوية، أبدى البعض مخاوفهم من سياسات ترامب التي شملت فرض رسوم جمركية على دول حليفة للولايات المتحدة، مثل كندا والمكسيك، وقال جيفري هول، المحاضر في جامعة كاندا للدراسات الدولية في اليابان، إن "هناك قلقًا من أن يفرض ترامب ضرائب تجارية على اليابان، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن".

ذهب "إيشيبا" إلى واشنطن مستعدًا تمامًا، حيث عقد جلسات دراسية مكثفة مع فريقه واستشار سلفه فوميو كيشيدا، إضافة إلى أرملة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، التي كانت تتمتع بعلاقة قوية مع ترامب.

ووفقًا للمصادر، فإن إيشيبا اعتمد استراتيجية التبسيط في حواره مع ترامب، حيث ركّز على تقديم استثمارات جديدة في الولايات المتحدة بدلًا من الدخول في مواجهة سياسية.

نتائج الزيارة

خلال الاجتماع، أعلن إيشيبا عن خطط لزيادة الاستثمارات اليابانية في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار، وتعهدت طوكيو بتوسيع وارداتها من الغاز الطبيعي الأمريكي.

كما أكد "ترامب" أن شركة "نيبون ستيل" اليابانية ستستثمر في شركة "يو إس ستيل" الأمريكية دون الاستحواذ على حصة الأغلبية، وذلك بعد أن منع الرئيس جو بايدن محاولة الاستحواذ لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

كان هدف إيشيبا الرئيسي من هذه الزيارة تعزيز مكانته السياسية في الداخل الياباني، خاصة مع تراجع حزبه في الانتخابات الأخيرة، وأشار هول إلى أن "الإعلام الياباني شكك في قدرته على التعامل مع ترامب، لكن إيشيبا خرج من اللقاء بنجاح"، ويبدو أن نهجه القائم على إبقاء الأمور بسيطة واستباق المطالب الاقتصادية الأمريكية قد حقق نتائج إيجابية.

مواقف يابانية من قضايا دولية

رغم التقارب بين طوكيو وواشنطن، تظل هناك قضايا محل خلاف، مثل اقتراح ترامب حول السيطرة الأمريكية على قطاع غزة، وهو ما رفضته اليابان مؤكدًة دعمها لحل الدولتين. كما تتابع طوكيو بحذر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في ظل اعتمادها الاقتصادي على بكين.

تواجه اليابان تحديات أمنية متزايدة من الصين، خاصة مع تحركات بكين العسكرية في المياه القريبة من تايوان، وردًا على ذلك، أعلنت اليابان خططًا لمضاعفة إنفاقها العسكري بحلول عام 2027، في خطوة تُعد الأكثر دراماتيكية منذ الحرب العالمية الثانية.