تعمل السُلطات الأمريكية على انتشال حُطام طائرة غرب ألاسكا التي تعرضت لحادث، أسفر عن مقتل 10 أشخاص، بينما يحاول المحققون تحديد سبب سقوط طائرة الركاب الصغيرة في بحر جليدي.
وكانت الطائرة ذات المحرك الواحد والمروحية التوربينية، تسافر من أونالاكليت إلى منطقة نومي عندما اختفت بعد ظهر الخميس. وبعد بحث مكثف تم العثور على الطائرة المملوكة لشركة "بيرينج إير" في اليوم التالي، بعد مصرع تسعة ركاب إضافة إلى الطيار.
ومنذ صباح أمس السبت، تسابق أطقم الإنقاذ الزمن لانتشال الحطام ورفات القتلى في الحادث قبل هبوب الرياح العاتية وهطول الثلوج المتوقعة؛ كما أشار تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".
ويشير التقرير إلى أن حادث تحطم الطائرة يعد أحد أخطر حوادث الطائرات في الولاية الهادئة منذ 25 عامًا.
في الوقت نفسه، يتم التحقيق في حوادث تحطم طائرات أمريكية أخرى وقعت مؤخرًا؛ حيث يمثل تحطم طائرة ألاسكا ثالث حادث طيران كبير في الولايات المتحدة خلال ثمانية أيام.
ففي 29 يناير، اصطدمت طائرة تجارية بطائرة هليكوبتر عسكرية بالقرب من العاصمة واشنطن؛ مما أسفر عن مقتل 67 شخصًا، كما تحطمت طائرة نقل طبي في فيلادلفيا في 31 يناير؛ مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص كانوا على متنها وشخص آخر على الأرض.
حطام وبقايا
تنقل "أسوشيتد برس" عن مسؤولين قولهم إن الاتصال بالطائرة التي تحمل اسم "سيسنا كارافان" انقطع بعد أقل من ساعة من مغادرتها "أونالاكليت" يوم الخميس. وقالت السلطات إن الرحلة كانت منتظمة، واختفت الطائرة على بُعد حوالي 30 ميلًا -48 كيلومترًا- جنوب شرق "نومي" الواقعة جنوب الدائرة القطبية الشمالية مباشرةً.
والجمعة، عثر رجال الإنقاذ على حطام الطائرة خلال البحث بطائرة هليكوبتر، بينما قامت الوكالات المحلية والفيدرالية بتمشيط مساحات كبيرة من المياه الجليدية وأميال من المساحات متجمدة قبل العثور على الطائرة.
وأشار التقرير إلى أنه سيتم استخدام مروحية من طراز "بلاك هوك"؛ لنقل الحطام بعد الانتهاء من نقل جثامين الضحايا.
وفي الوقت الحالي، يقوم المجلس الوطني لسلامة النقل بالولايات المتحدة بإرسال أشخاص من ولايات مختلفة للتحقيق في الحادث.
وأشارت بيانات الرادار التي قدمتها دورية الطيران المدني الأمريكية إلى أن الطائرة "فقدت ارتفاعها وسرعتها بسرعة"، لكن ليس من الواضح سبب حدوث ذلك، وفقًا لخفر السواحل، ونقل التقرير عن بنجامين ماكنتاير كوبل، الضابط في خفر السواحل، إنه لم يكن على علم بأي إشارات استغاثة من الطائرة.
وفي حالة تعرض الطائرة لمياه البحر، يرسل جهاز تحديد الموقع إشارة الطوارئ إلى قمر صناعي، والذي ينقل هذه الرسالة بعد ذلك إلى خفر السواحل.
ووفق التقرير، لم يتلق خفر السواحل أي رسائل من هذا القبيل.
الضحايا
قالت السُلطات الأمريكية إن الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة، والذين تم الكشف عن هوية اثنين منهم، بالغون.
وكتبت شركة طيران "بيرينج"، في بيان على موقعها الإلكتروني: "في هذا الوقت، قلوبنا مع أسر وأحباء المتضررين من هذه المأساة، نحن ندرك الخسارة العميقة التي تسبب فيها هذا الأمر، ونود أن نعرب عن خالص تعازينا لكل من تأثر".
وأكدت شركة الطيران أنها خصصت خطوطًا هاتفية ساخنة مزودة بمتخصصين لتقديم الدعم العاطفي والتحديثات للأشخاص الذين لديهم أحباء على متن الرحلة.