أثيرت التكهنات حول سبب حادثة اصطدام طائرة عسكرية من طراز "بلاك هوك"، بأخرى مدنية في ولاية واشنطن الأمريكية، فيما أشارت تقارير إلى تجاوز المروحة العسكرية الارتفاع المسموح به لتحليقها.
كانت رحلة الخطوط الجوية رقم 5342 تقترب من مطار ريجان الوطني في العاصمة الأمريكية واشنطن نحو التاسعة مساء الأربعاء، عندما اصطدمت المروحية العسكرية والطائرة في الجو، قبل أن تسقطا معًا في نهر بوتوماك.
ولقي جميع ركاب الطائرة المدنية الأمريكية التي سقطت في نهر بوتوماك بالقرب من مطار رونالد ريجان بالعاصمة واشنطن، مصرعهم، إثر اصطدامها في الجو بمروحية من طراز "سيكورسكي إتش-60" أثناء اقترابها من المدرج.
وفقًا لبيانات الطيران المتاحة للجمهور والتي حللتها شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، يبدو أن مروحية "بلاك هوك" العسكرية التي تحطمت باصطدامها مع طائرة ركاب بالقرب من مطار ريجان الوطني، "كانت تحلق فوق الارتفاع المسموح به".
أظهرت بيانات "FlightRadar24"، التي تتعقب وتسجل بيانات الطائرات لمعظم الرحلات الجوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أن آخر ارتفاع تقديري للطائرة المروحية كان نحو 400 قدم عندما تحطمت.
ووفقًا لـ"سي بي إس نيوز"، قال خبراء الطيران إن "نقطة البيانات هذه هي واحدة من العديد من الألغاز الرئيسية التي يستكشفها المحققون وهم يسعون إلى تفسير سبب أسوأ كارثة جوية في البلاد منذ أكثر من عقد من الزمان".
وذكر جريج فيث، المحقق السابق في سلامة الطيران في مجلس سلامة النقل الوطني، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز": "هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة".
يبلغ سقف الطيران المسموح به على نهر بوتوماك بالقرب من مطار ريجان الوطني 200 قدم، وهو سقف حاسم للحفاظ على التدفق الكثيف للمروحيات العسكرية بعيدًا عن حركة الطائرات التجارية الثابتة داخل وخارج عاصمة البلاد.
وأضاف فيث: "إنهم طيارون عسكريون، وهم على دراية بالطرق، لماذا في هذا اليوم، في تلك الرحلة، كانوا أعلى بمقدار 150 إلى 200 قدم مما كانوا يعرفون أنه يجب أن يكونوا؟".
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن "التحقيق يفحص ما إذا كانت الطائرة على الارتفاع الصحيح في ذلك الوقت".
ولم يكشف محققو المجلس الوطني لسلامة النقل حتى الآن عن ارتفاع المروحية في إحاطاتهم، وقالوا "إن مجموعات العمل التابعة لهم ستقيم مسار الطائرة وارتفاعها قبل الاصطدام".
وقال "فيث" إنه يعتقد أن المحققين من المجلس الوطني لسلامة النقل والجيش سوف يقومون بفحص أجهزة قياس الارتفاع في المروحية لمعرفة ما إذا كانت قد تعرضت لعطل، والتحقق من أي تأثير للرياح قد يعيق قدرة الطيار على حمل المروحية على ارتفاع 200 قدم، واستكشاف ما إذا كان ينبغي للطاقم استخدام نظارات الرؤية الليلية أم لا.
وأضاف: "لو كانت على ارتفاع 200 قدم، لما كانت هناك مشكلة لأن الطائرة كانت عادة على ارتفاع 400 إلى 500 قدم عن الأرض".
تابع: "انحراف مروحية الجيش فوق سقف الطيران هو واحد من عدة حوادث تصادم قريبة مماثلة شملت مروحيات في مطار ريجان الوطني والتي يعود تاريخها إلى أكثر من عقد من الزمان".
ووفقًا لنظام تقارير سلامة الطيران التابع لوكالة ناسا، وقع تصادم جوي بين طائرة ومروحية في يوليو 2015 على ارتفاع 400 قدم عن الأرض عند الاقتراب من نفس المدرج (33) المستخدم في حادث الأربعاء".