الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رفضها الحلفاء قبل الخصوم.. العالم في مواجهة "ريفيرا ترامب" لتهجير أهالي غزة

  • مشاركة :
post-title
ترامب ونتنياهو

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان - نادر عيسى

عمَّ رفض إقليمي ودولي للتصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول نيته السيطرة على قطاع غزة، وتحويله لما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط"، تلك التصريحات التي وصفتها قناة "سي بي إس" الأمريكية بأنها تم رفضها من الحلفاء قبل الخصوم.

كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد، قبل أيام، أن محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"؛ ومع إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إخلاء القطاع من سكانه وإقامة "ريفييرا" في الشرق الأوسط، خلال ترحيبه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن أمس الثلاثاء. أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، عن رفض بلاده أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الشعب الفلسطيني.

وفي العام الماضي، وصف صهر ترامب ومساعده السابق جاريد كوشنر غزة بأنها "ملكية قيمة" على الواجهة البحرية. ما جعل العديد من الأطراف الدولية تستنكر تصريح ترامب، الذي أدلى به أمس.

وبجوار الرفض القاطع من مصر والأردن، وهما الدولتان اللتان يسعى الرئيس الأمريكي -ضاغطًا- من أجل نيل موافقتهما على استقبال النازحين والمبعدين من أراضيهم، نددت العديد من دول العالم، بمن فيهم حلفاء الولايات المتحدة الغربيون، بتصريحات ترامب التي يتودد بها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.

السلطة الفلسطينية

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قوله: "لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها لعقود طويلة وبذلنا تضحيات كبيرة لتحقيقها". وتتمتع السلطة الفلسطينية بسلطة محدودة على الأراضي الفلسطينية الأخرى الأكبر، الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، والتي تديرها بشكل منفصل عن غزة.

وقال "عباس" إن هذه الدعوات تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

حماس

وأدانت حماس خطة ترامب ووصفتها بأنها "جريمة ضد الإنسانية، وتعزيز لقانون الغاب على المستوى الدولي".

وقالت إنها تطالب "بتحرك إقليمي ودولي عاجل لوضع حد لهذه المخططات الخبيثة، لأن أي محاولة لتطبيق مثل هذه المخططات من شأنها زعزعة الأمن في المنطقة وخارجها".

رفض أوروبي قاطع

اليوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إنه ينبغي السماح لسكان غزة بالعودة إلى ديارهم وإعادة بنائها. مضيفًا أمام مجلس العموم في البرلمان: "يجب السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، والسماح لهم بإعادة البناء، ويجب أن نكون معهم في إعادة البناء هذه في سبيل حل الدولتين"، بحسب وكالة "رويترز".

وبدوره، أكد رئيس الوزراء الإسكتلندي، جون سويني، إن "أي اقتراح بطرد الفلسطينيين من ديارهم خطير وغير مقبول". وكتب في تدوينة عبر صفحته الرسمية بمنصة "إكس"، اليوم: "بعد أشهر من العقاب الجماعي ومقتل أكثر من 40 ألف شخص في غزة، فإن أي اقتراح بطرد الفلسطينيين من منازلهم غير مقبول وخطير".

وشدّد رئيس الوزراء الإسكتلندي على أنه "يجب ألا يكون هناك تطهير عرقي في غزة"، مؤكدًا أن "حل الدولتين الأمر الوحيد الذي سيحقق السلام الدائم".

بينما قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي للصحفيين أثناء زيارته لكييف إنه "لم يصل إلى حد التشكيك في شرعية الاقتراح"، لكنه قال إن الفلسطينيين يجب أن يتمكنوا من "العيش والازدهار في وطنهم في غزة والضفة الغربية"، بحسب "رويترز".

وقال لامي: "كنا دائمًا واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نسعى إلى حل الدولتين".

كما وصفت الحكومة الفرنسية تصريحات الرئيس الأمريكي بأنها تهدد الاستقرار وعملية السلام؛ وأكدت -في بيانها- أنها متمسكة بسياستها الرافضة لتهجير سكان غزة.. "سياستنا بشأن غزة قائمة على ضرورة تنفيذ وقف لإطلاق النار يؤدي إلى عملية سلام وحل الدولتين".

وأعلنت الخارجية الفرنسية، اليوم، رفضها تهجير الفلسطينيين إلى أماكن أخرى، قائلة إن ذلك من شأنه أن ينتهك القانون الدولي ويزعزع استقرار المنطقة.

وقال كريستوف لوموان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان: "فرنسا تجدد معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، وهو ما يشكّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، واعتداءً على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، فضلًا عن كونه عقبة كبرى أمام حل الدولتين وعامل زعزعة استقرار رئيسي لشركائنا المقربين مصر والأردن وكذلك للمنطقة بأكملها".

وأضاف لوموان، أن مستقبل غزة يجب أن يكون في إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولا ينبغي أن تخضع لسيطرة دولة ثالثة؛ حسب البيان.

وأدان المستشار الألماني أولاف شولتس بشدة اقتراح ترامب ووصفه بأنه "غير مقبول"؛ وأكد خلال تجمع انتخابي في برلين: "أي خطط لإعادة التوطين، وفكرة طرد مواطني غزة من هناك إلى مصر أو الأردن، غير مقبولة".

وأكد شولتس دعمه لحل الدولتين، وقال إن السلطة الفلسطينية يجب أن تتحمل المسؤولية عن غزة. وأضاف: "لا ينبغي تضييع الأمل الهش في السلام الذي أصبح ممكنًا الآن"، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

أيضًا، قالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إنه لا ينبغي تطبيق أي حل يتجاهل الفلسطينيين. وأكدت -في بيان- أن "قطاع غزة ملك للفلسطينيين، وطردهم منه سيكون غير مقبول، ويتعارض مع القانون الدولي".

وأشارت بيربوك إلى أن "هذا (تقصد اقتراح ترامب) من شأنه أيضًا أن يؤدي إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة".

أيضًا، وصفت تركيا الاقتراح بأنه "غير مقبول"، وقالت روسيا والصين وإسبانيا إنها تواصل دعم حل الدولتين الذي شكل أساس سياسة واشنطن في المنطقة لعقود من الزمن، التي نصت على أن غزة ستكون جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تضم الضفة الغربية المحتلة؛ وفق "رويترز".

الصين

وقالت الصين -على لسان المتحدث باسم خارجيتها- إنها تعارض التهجير القسري لسكان غزة.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم، في بكين عندما سُئل عن تعليقات ترامب بأن الصين تعارض التهجير القسري لسكان غزة. وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان: "لطالما اعتقدت الصين أن الحُكم الفلسطيني هو المبدأ الأساسي للحكم في غزة بعد الحرب". وأكد دعم بكين الطويل الأمد لحل الدولتين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أستراليا

كما أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز التزام بلاده بحل الدولتين ورفض خطة ترامب. وقال في مؤتمر صحفي في كانبرا: "موقف أستراليا هو نفسه الذي كان عليه هذا الصباح، كما كان العام الماضي. الحكومة الأسترالية تدعم حل الدولتين".

الدمار يحيط بكل مكان في غزة
البرازيل

رفض الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا كذلك، اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستيلاء على قطاع غزة، ووصف طموحاته التوسعية وتهديداته بفرض تعريفات جمركية ضد الشركاء التجاريين بأنها "تبجح".

وقال الزعيم البرازيلي في مقابلة مع محطات الإذاعة المحلية عندما سئل عن ترامب: "لا يمكن لأي دولة، مهما كانت أهميتها، أن تحارب العالم بأسره طوال الوقت".

وأضاف "لولا" مدافعًا عن حل الدولتين ومكررًا إدانات سابقة للعمل العسكري الإسرائيلي في غزة باعتباره "إبادة جماعية"، "لا معنى لذلك.. أين يعيش الفلسطينيون؟ هذا شيء غير مفهوم لأي إنسان".

استراتيجية متطرفة

تعليقَا على تصريحات ترامب، أشار تقرير لشبكة CBS الأمريكية إلى أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية -وقيادتها الأكثر يمينية منذ عقود- ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي وقف بجانب ترامب عندما أعلن عن خططه، علنًا، يوم الثلاثاء في البيت الأبيض، أوضحا أنهما غير مهتمين بالعمل نحو حل الدولتين".

ونقل التقرير عن الدكتورة سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز أبحاث "تشاتام هاوس" البريطاني، إن تعليقات ترامب "المستفزة" "ربما تكون محاولة لتعطيل التفكير التقليدي بشأن صراع طويل الأمد".

وقالت: "إنه (ترامب) يريد أيضًا إظهار التزام مستمر تجاه إسرائيل لإرضاء المؤيدين والمانحين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة، وتعزيز التوازن السياسي الهش للسلطة لدى نتنياهو لمساعدة رئيس الوزراء على الانخراط في مفاوضات وقف إطلاق النار في المرحلة الثانية".

الأمم المتحدة

أصر رئيس مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، اليوم، على أن ترحيل الأشخاص من الأراضي المحتلة محظور تمامًا، بعد اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصادم للولايات المتحدة للسيطرة على غزة وإعادة توطين سكانها.

وقال تورك في بيان له: "إن الحق في تقرير المصير هو مبدأ أساسي في القانون الدولي ويجب أن تحميه جميع الدول، كما أكدت محكمة العدل الدولية أخيرًا من جديد. أي نقل قسري أو ترحيل للأشخاص من الأراضي المحتلة محظور تمامًا".

الجامعة العربية

فيما شددت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، على أن ثوابت القضية الفلسطينية تظل محل إجماع عربي كامل لا يرقى إليه التشكيك.

وأوضحت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان، أن من أهم الثوابت حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكدت أن الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، يشكلان معًا إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية، في إطار حل الدولتين، ومن دون فصلٍ بينهما، أو إفتئاتٍ على حقوق الفلسطينيين الذين يُمثل بقاؤهم على أرضهم عنوان قضيتهم العادلة.

تهور ودوافع سياسية

كما رفض السناتور الأمريكي الديمقراطي كريس مورفي، بشدة تصريحات ترامب، ووصفها بأنها خطيرة.

ونشر على منصة إكس: "لقد فقد عقله تمامًا.. سيؤدي سيطرة الولايات المتحدة على غزة إلى مذبحة الآلاف من القوات الأمريكية وعقود من الحرب في الشرق الأوسط. إنها مثل نكتة سيئة ومريضة".

وانتقد النائب الديمقراطي جيك أوكينكلوس الاقتراح ووصفه بأنه متهور وذو دوافع سياسية.

وقال لنيوز نيشن: "إن الاقتراح متهور وغير معقول"، محذرًا من أنه قد يعرّض المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس للخطر.

كما تساءل عن دوافع ترامب، مشيرًا إلى مصلحة مالية شخصية في مستقبل غزة. وأضاف: "كما هو الحال دائمًا، عندما يقترح ترامب بندًا سياسيًا، هناك صلة محسوبية وأنانية"، في إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، وأضاف: "يريدون تحويل هذا إلى منتجعات".

السياسي جون ألترمان، من مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، أعرب أيضًا عن شكوكه بشأن جدوى خطة ترامب، مشيرًا إلى السياق التاريخي للنزوح الفلسطيني.

حين قال: "ينحدر العديد من سكان غزة من فلسطينيين فروا من أجزاء من إسرائيل الحالية ولم يتمكنوا قط من العودة إلى ديارهم السابقة. أنا متشكك في أن الكثيرين سيكونون على استعداد لمغادرة غزة المحطمة".