كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن فكرة إخلاء قطاع غزة من سكانه كانت على الطاولة أثناء تحضير اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم أنها ظلت سرية ضمن دائرة مستشاريه المقربين.
في تقرير نُشر صباح اليوم الأربعاء، كشفت الصحيفة أن المسؤولين خارج دائرة ترامب لم يكونوا على دراية بهذه الخطة، التي أثارت دهشة حتى بعض أقوى داعميه في المجتمع اليهودي.
ترامب، الذي أطلق تصريحًا مثيرًا في حديثه عن غزة، وصفها بأنها "مكان دمر حياة سكانه"، مشيرًا إلى أن سكان القطاع يجب أن يتم نقلهم إلى أماكن أخرى.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن الرئيس الأمريكي قوله: "إذا تم تنفيذ الخطة، ستقوم الولايات المتحدة بالسيطرة على القطاع، ما سيسمح بإنشاء منطقة تنمية توفر فرص عمل هائلة للمواطنين".
لكن تصريحات ترامب لاقت معارضة شديدة من الفلسطينيين، حيث اعتبرت حماس أن هذه الخطة تهدف إلى "احتلال غزة وطرد شعبها". كما رفضت مصر والأردن والسعودية، الخطة بشكل قاطع، مشددين على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفيما يتعلق بتشابه الخطة مع اقتراحات سابقة، ذكرت "سي إن إن" أن ترامب قدّم فكرة مشابهة خلال قمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في 2018، حيث عرض تطوير العقارات في كوريا الشمالية مقابل التخلي عن برنامجها النووي.
وقال ترامب بعد اجتماعه مع كيم: "الكوريون الشماليون لديهم شواطئ رائعة. يمكنك أن ترى ذلك في كل مرة يطلقون فيها مدافعهم على البحر. قلت لكيم: انظر إلى هذا المنظر، بدلاً من واستخدام الأسلحة النووية، يمكنك أن تمتلك أفضل الفنادق في العالم". وفي نهاية المطاف، لم يتم قبول فكرة ترامب العقارية، ووصلت المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعد ذلك إلى طريق مسدود.
وبدوره، أشار ترامب إلى أن "غزة يمكن أن تصبح ريفييرا الشرق الأوسط"، محاولًا تصوير القطاع كوجهة سياحية مزدهرة. لكن هذه الفكرة لم تلقَ قبولًا في كوريا الشمالية، وسرعان ما فشلت المحادثات، ما يثير تساؤلات حول إمكانية نجاحها في غزة. وبالرغم من تشابه الفكرة بين "عقارات كوريا الشمالية" و"تطوير غزة"، تبقى تلك التصريحات محط جدل، خاصة في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية ورفض العديد من الدول العربية.