بدأت البرامج الأمريكية الممولة للمساعدات في أنحاء العالم في تسريح موظفيها وإغلاق عملياتها أو الاستعداد لإيقافها بشكل مفاجئ، وذلك بعد قرار الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بتجميد معظم المساعدات الخارجية، وهو قرار غير مسبوق أدى إلى توقف مفاجئ لعديد من الأنشطة الإنسانية والتنموية والأمنية حول العالم.
وتعتبر الولايات المتحدة هي أكبر مصدّر للمساعدات الخارجية في العالم بفارق كبير، على الرغم من أن الدول الأخرى تقدم حصة أكبر من ميزانياتها، لكن أمريكا تقدم 4 من كل 10 دولارات يتم التبرع بها للمساعدات الإنسانية.
كما أكد عمال الإغاثة والمسؤولون المحليون والمحللون أن حجم التجميد كان من الصعب استيعابه.
وفي هذا الصدد، قالت آبي ماكسمان، رئيسة منظمة أوكسفام أمريكا، وواحدة من المسؤولين القلائل في مجال المساعدات الذين كانوا على استعداد للتحدث علنًا عن تأثير التجميد بعد تحذيرات إدارة ترامب بعدم القيام بذلك: "إن مجتمع المساعدات يعاني من مدى خطورة تعليق المساعدات".
كانت السياسة الأمريكية على مدى عقود من الزمن تتمثل في أن المساعدات المقدمة للخارج تؤتي ثمارها من خلال تعزيز الأمن القومي، واستقرار المناطق والاقتصادات، وتحسين العلاقات مع الشركاء. لكن العديد من المسؤولين في إدارة ترامب والمشرعين الجمهوريين يعتقدون أن الكثير من المساعدات الخارجية هي أموال يجب إنفاقها أو ادخارها في الداخل.
قلق كبير في أوكرانيا
أما في أوكرانيا، فقد حاول الرئيس فولوديمير زيلينسكي طمأنة المواطنين بأن الدعم العسكري الأمريكي، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الحرب ضد القوات الروسية، لن يتأثر بشكل مباشر بتجميد المساعدات، خاصة أن المساعدات العسكرية تديرها وزارة الدفاع الأمريكية، لكن البرامج المدنية التي تديرها وزارة الخارجية الأمريكية قد تتأثر، بما في ذلك الدعم المالي الذي يساعد الحكومة الأوكرانية على الاستمرار في ظل الحرب المدمرة.
إفريقيا تعاني
وفي إفريقيا، كانت هناك تحذيرات من أن التجميد سيؤدي إلى معاناة كبيرة في مناطق كانت قد تعافت جزئيًا من آثار الحروب والفقر. واعتبر جودي مور، الوزير السابق في ليبيريا، أن وقف المساعدات هو "قرار قاسي" يضر بالعديد من المجتمعات في غرب إفريقيا، حيث كانت المساعدات الأمريكية جزءًا أساسيًا من عمليات التعليم والرعاية الصحية ودعم النساء والفتيات.
ورغم الانتقادات الكبيرة لهذا القرار، فإن العديد من المحللين يشيرون إلى أن التجميد قد يؤدي إلى دخول الصين في المناطق التي كانت تهيمن عليها الولايات المتحدة، ما يزيد من تأثيرها في إفريقيا والدول النامية.
تعزيز النفوذ الصيني
بينما تكافح الولايات المتحدة للحفاظ على دورها القيادي في تقديم المساعدات، قد تستغل الصين هذا التجميد لتوسيع نفوذها في مناطق مثل جنوب المحيط الهادئ وإفريقيا. في عام 2024، أعلنت الولايات المتحدة عن خطط لزيادة الإنفاق في منطقة جنوب المحيط الهادئ لمواجهة التهديدات البيئية وتعزيز الاقتصاد، لكن هذا التجميد قد يؤثر على قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على تقدمها في هذه المناطق الاستراتيجية.