الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد 3 سنوات من الحرب.. لاجئو أوكرانيا في بريطانيا يواجهون مصيرا مجهولا

  • مشاركة :
post-title
لاجئو أوكرانيا في بريطانيا

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشف صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن أزمة جديدة تلوح في الأفق أمام عشرات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين في المملكة المتحدة، إذ يواجهون خطر فقدان وظائفهم ومساكنهم، بسبب الإجراءات البيروقراطية المعقدة المتعلقة بتمديد تأشيرات إقامتهم، في حين تأتي هذه الأزمة في وقت حساس مع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية، ما يضيف عبئًا نفسيًا جديدًا على كاهل هؤلاء اللاجئين الذين فروا من ويلات الحرب، بحثًا عن الأمان والاستقرار.

إجراءات معقدة

تتفاقم معاناة اللاجئين الأوكرانيين في المملكة المتحدة مع بدء فترة تجديد التأشيرات في الرابع من فبراير وحتى يونيو المقبل، وهي الفترة التي شهدت وصول معظم الأوكرانيين إلى بريطانيا عام 2022 بعد اندلاع الحرب، في حين تكمن المشكلة الرئيسية في وجود فجوة زمنية تمتد إلى ثمانية أسابيع، خلال عملية التجديد، إذ يجد اللاجئون أنفسهم في موقف صعب لا يمكنهم فيه إثبات حقهم القانوني في العيش والعمل.

وبدأت التداعيات العملية لهذه المشكلة تظهر بالفعل، إذ رفض العديد من أصحاب العقارات تجديد عقود الإيجار للاجئين الذين تقترب تأشيراتهم من الانتهاء، في حين أبلغ آخرون بضرورة التوقف عن العمل خلال فترة تجديد التأشيرات، خوفًا من الغرامات والعقوبات الجنائية التي قد يتعرض لها أصحاب العمل.

مأساة إنسانية

وفقًا لما نقلته "ذا جارديان" عن المتخصصين في دعم اللاجئين، فإن الوضع الحالي يفتح جراحًا نفسية لم تندمل بعد لدى الكثيرين، إذ إن معظم اللاجئين الأوكرانيين هم من النساء والأطفال الذين تركوا أزواجهم وآباءهم في ساحات القتال.

وتنقل الصحيفة عن أولجا ميجلينسكايا، مديرة مؤسسة براما لدعم اللاجئين في سوليهول، أن العديد منهم بدأوا يظهرون علامات الانهيار النفسي، مشيرة إلى أن اضطرابات ما بعد الصدمة منتشرة بشكل كبير بين اللاجئين.

وأضافت أن الأجواء الترحيبية التي وجدها الأوكرانيون في بريطانيا ساعدت في البداية على التئام بعض الجراح النفسية، لكن حالة عدم اليقين الحالية تعيد فتحها من جديد.

اللاجئون الأوكرانيون
تحديات الاندماج

تسلط الصحيفة الضوء على قصص إنسانية مؤثرة تعكس عمق المشكلة، إذ إن قصة بيدرام بانبهتشي وزوجته، اللذين وصلا من كييف يناير 2023، تمثل نموذجًا صارخًا للتحديات التي يواجهها المهنيون الأوكرانيون، فرغم خبرتهما المهنية العالية، تقف إجراءات تجديد التأشيرة حائلًا أمام استمرارهما في العمل، ما قد يؤدي إلى تشردهما للمرة الثانية.

ويكشف بانبهتشي عن معاناته في البحث عن عمل مستقر، إذ تقدم لأكثر من 1000 وظيفة دون جدوى، ما دفعه للتفكير في العودة إلى أوكرانيا رغم خطورة الوضع هناك.

مستقبل غامض

وتسلط الصحيفة أيضًا الضوء على موقف الحكومة البريطانية، إذ أكد متحدث رسمي أن المملكة المتحدة قدمت الملاذ لأكثر من 300 ألف أوكراني وعائلاتهم، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح أن نظام تمديد التصاريح سيتيح للاجئين التقدم بطلب للحصول على تصريح إضافي لمدة 18 شهرًا للبقاء في المملكة المتحدة، إلا أن هذا لم يخفف من قلق اللاجئين، خاصة مع إلغاء مسار التأشيرة الإنسانية للإقامة الدائمة.

وتنقل الصحيفة عن ناتاليا كوجوت، التي وصلت من كييف، مارس 2022، إن "ثلاث سنوات فترة طويلة للعيش حياة مؤقتة"، مضيفة أنها فقدت كل شيء في أوكرانيا وتتطلع لبناء حياة جديدة ببريطانيا، لكن النظام الحالي يجعل ذلك صعب المنال.

وفي ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد حدة الدمار بالمناطق الشرقية المحتلة من قبل روسيا، يجد اللاجئون أنفسهم في موقف صعب للغاية، فالعودة إلى مدنهم التي تعرضت للتدمير الشامل وتغيرت معالمها، بسبب السياسات الروسية ليست خيارًا واقعيًا، في حين أن بناء حياة مستقرة في بريطانيا يصطدم بعقبات بيروقراطية وقانونية متزايدة، وفقًا لـ"الجارديان".